الادعاء العام يواجه المتهم وحقوق الإنسان تتابع
عادت أحداث العنف الأسري والتحرش إلى الواجهة مجددا، إذ تبدأ هيئة التحقيق والادعاء العام في منطقة عسير غدا، تحقيقاً مع أب اتهم بالتحرش بابنته البالغة من العمر 16 عاماً، بعد أن ألقت شرطة محافظة محايل عسير القبض عليه، عقب تمكّن الفتاة من الهرب وتقديم بلاغ ضد والدها.
وقال الناطق الأمني لشرطة المنطقة العقيد عبدالله بن ظفران لـالوطن أمس، إن شرطة محايل عسير تلقت بلاغاً من الأم وابنتها وتم القبض على المتهم والتحقيق معه، وإحالة القضية إلى القسم المختص بهيئة التحقيق والادعاء العام.
وفيما أعلن المشرف العام على فرع هيئة حقوق الإنسان بمنطقة عسير الدكتور هادي اليامي متابعة فريق من الهيئة تداعيات القضية ونتائجها، وما سيـقدم للأم وأطفالها من مساعدة من الجهات المختصة، أكـدت والدة الفتاة لـالوطن أن خلافات سبق أن نشبت مع زوجها بسبب إدمانه للمخدرات ترتب عليها سجنه 6 أشـهر، مشـيرة إلى أن زوجها عاد بعد خروجه من السجن لمعاملة الأسرة بعنف، وأضافت قبل 3 أيام استأجـر شقـة سكنـية وأخـذ 6 أبناء وترك لي ابنتنا الكبيرة المعاقة وطـفلاً رضيـعا، إلا أن ابنتي الضحية كانت تخبرني عن تحرشه بها حتى تمكنت من الهرب وأبلغت الشرطة وألقي القبض عليه مساء أول من أمس.
تنظر هيئة التحقيق والادعاء العام في منطقة عسير في قضية تحرش أب مدمن بابنته في محايل عسير، فيما أحيلت المجني عليها إلى دار الفتيات بعد إجراء التحاليل الطبية من قبل إدارة الطب الشرعي، حيث أظهرت التقارير الطبية تعرضها للاعتداء، وفقاً لما أكده المتحدث الرسمي في شرطة منطقة عسير العقيد عبدالله ظفران في تصريح خاص إلى الوطن. وأضاف العقيد ظفران أن شرطة محايل عسير تلقت بلاغاً من الأم وابنتها يفيد بتعرض الأخيرة لاعتداء وتحرش من قبل الأب المدمن، وأنه تم القبض على المتهم والتحقيق معه، ومن ثم أحيلت القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام ومازال التحقيق جارياً حول القضية.
وطالب عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان، المشرف العام على فرع الهيئة بمنطقة عسير الدكتور هادي اليامي، الجهات ذات العلاقة بالقضية بالقيام بدورها، مضيفاً: سوف نبحث القضية مع البنت وأمها وسنتخذ ما يلزم من إجراءات تحفظ حقوق الضحية ووالدتها كاملة، وسنتابع التحقيق والنتائج، وكذلك سنتابع القضية في الشؤون الاجتماعية، وما سيقدم للأم وأطفالها من مساعدة من قبل الضمان حتى تجاوز هذه المحنة، وكذلك سنتابع مع الجهات الأمنية بهدف توفير الحماية للمجني عليها وأمها، في ظل ملابسات وحساسية القضية، كما سنكلف الفرع النسوي بمتابعة حالة المجني عليها الإنسانية والنفسية.
من جهتها، قالت والدة الضحية أم سجى: أحيلت ابنتي إلى دار الفتيات بعد أن أجروا لها التحاليل الطبية وبمتابعة أيضا من الطب الشرعي لأخذ الآثار والأدلة على الجريمة، وما زالت بالدار حتى تنتهي التحقيقات، وتظهر نتيجة التحاليل إن كانت حاملا أم لا، خاصة أن التقارير الطبية أكدت تعرضها للاعتداء.
وفي تصريح خاص إلى الوطن قالت أم سجى: لدي ثمانية أطفال، ثلاث بنات وخمسة من الأولاد، إحدى البنات معاقة وتبلغ من العمر18 عاما، وأختها التي تصغرها تبلغ من العمر 16 عاما، وهي التي تعرضت للاعتداء على يد والدها. مشيرة إلى أن خلافات سابقة نشبت بينها وبين زوجها بسبب إدمانه وتعاطيه القات والمخدرات ومتاجرته بالمواد المخدرة وتعاطيها في المنزل، مما زاد من حدة الخلافات بينهما، فاضطرت إلى التبليغ عنه، فتم القبض عليه متلبساً بالجرم قبل عام، وسجن ستة أشهر ثم أفرج عنه بموجب عفو عام، وبعد خروجه أصبح يمارس معنا أنواعا مختلفة من العنف والحرمان والضرب والإهانة، حتى ابنتي المعاقة لم يرحمها، وكان يكويها بالنار ويضربها بالعقال.
وتضيف: قبل ثلاثة أشهر أخذ مني ستة من أبنائي وترك لي الفتاة المعاقة وطفلي الرضيع واستأجر شقة وأجلسهم فيها، ومنعهم من رؤيتي أو مكالمتي، وقد حاولت مع أهل زوجي أن يتدخلوا لكنهم رفضوا.
وتشير أم سجى إلى أن ابنتها الضحية كانت تحدثها عن تحرش أبيها بها ولكنها لم تكن تصدقها، ولكن بعد أن أخذهم مني، زاد اعتدائه على ابنته، ولم يرحم بكاءها وتوسلها وامتناعها تحت مسمع إخوتها وأخواتها، إلى أن تمكنت من الهرب من الشقة والتوجه إلى شرطة محايل عسير والتبليغ عن اعتداء والدها عليها تحت شهادة أختها وإخوانها، مما جعلني أقدم بلاغا أيضا حول زوجي، وقد تم القبض عليه مساء يوم أول من أمس وأودع السجن، فيما أحيلت ابنتي إلى دار الفتيات.
وتصر أم سجى على أن تتم معاقبة زوجها على فعلته، وعدم الإفراج عنه، أو تزويج البنت الضحية من أي شخص وإنهاء الموضوع، مشيرة إلى أن عم الفتاة وبعض أقاربها عرضوا ذلك، وأنهم يريدون إنهاء القضية عن طريق تزويج البنت وإخراج والدها من الحبس، وأنهم يمارسون الضغوط عليها حتى تتنازل عن الدعوى. وأنا إنسانة لا أعمل ومريضة، وليس لي دخل شهري أصرف منه على نفسي وأبنائي، وأنا وأبنائي نعيش على ما يرسله المحسنون إلينا، وقد نطرد من البيت الذي نعيش فيه بأي وقت.