جدة: عماد عيسى، عبدالرحمن زيد

طوابير تبحث عن تذكرة وقطرة ماء.. ومراقبون آسيويون في المدرجات

لم يتغير مشهد الطوابير الطويلة للجماهير أمام بوابات ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة أمس، لحجز مقعدها قبل ساعات طويلة من موعد لقاء قطبي العروس؛ لحسم بطاقة التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا، وباتت تغطية حدث بهذا الحجم مشابهة تماما لأي مواجهة تجمع العملاقين أوحينما يحتضن الملعب مناسبة كروية هامة، حيث تتصدر معاناة الحضور الجماهيري أحاديث المتابعين والرياضيين مع محدودية الطاقة الاستيعابية له، والتي لا تتجاوز الـ17 ألف مقعد.

لا شيء مضمون
لا يعني الحصول على تذكرة، ضمان مقعد قد يذهب لمشجع آخر اقتحم الملعب بطريقة أو بأخرى، لعل أبرزها وأسهلها القفز فوق أسوار الملعب، حتى وإن حالف الحظ صاحب التذكرة بالدخول فهو سيضطر لمشاهدة المباراة واقفا في الممرات، وهو أمر لا يقتصر فقط على مدرجات الدرجتين الثانية والأولى، بل أيضا وصل لمقاعد الدرجة الممتازة والمنصة، اللتين يصل سعرهما إلى 300 ريال، والمثير للاستغراب أكثر هي رؤية شخص يملك تذكرة وهو يحاول قفز السور، كون أعداد المقتحمين تساوي أصحاب التذاكر، ولا شيء مضمون في هذا الملعب، وهذه المعاناة لا تقتصر على الدخول فقط، بل تجاوزت ذلك من أجل الحصول على مياه الشرب، وأيضا في التزاحم الهائل أمام دورات المياه.

اقتراب الفرج
هذه المشاهد قاربت على الزوال، بعد اعتماد توسعـة الملعب إلى ضعف الطاقـة الاستيعابية الحالية، وسيبدأ العمل فيها خلال الأشهر المقبلة، إضافة إلى العمل القائم حاليا لبناء مدينة الملك عبدالله شمال محافظة جدة، والذي يعد حلما للشباب الرياضي في المدينة الحالمة، وحينها سيكون الحديث عن معاناة الجماهير مجرد ذكرى من الماضي، تؤرخ لحب جماهير جدة الجامح لكرة القدم، وتحديهم لكل الصعاب لحضور مباريات فريقيهم.

رقابة غائبة
بالأمس توافدت أعداد كبيرة من الجماهير الأهلاوية إلى الملعب، وتواجد معظمها دون تذاكر بعد أن بحث عنها قبل المباراة، دون أن ينجح في الحصول عليها؛ بسبب الازدحـام الكبير على شرائها، رغم تقديمها من قبل إدارة الاهلي بالمجان، وهو الحال الذي منح تجار السوق السوداء فرصـة لمواصلة هوايتهم دون رقابة لبيع التذاكر لكثير من الجماهير الراغبة في دخول الملعب، وهو ما أكـده لـالوطن المشجع الأهـلاوي القادم من مدينة الجوف شمال المملكة، بندر العطوي، الذي وصـل إلى جـدة أول من أمس.
وقال: بحثت عن التذاكر ولم أجدها ولم يكن أمامي إلا شخص عرض علي بيع تذكرة درجة ثانية، ولم أتردد في شرائها بمبلغ 150 ريالا، خاصة وأن قيمة تذاكر المنصة وصلت إلى 600 ريال وتذاكر الممتازة 400 ريال.

مشهد جميل
رغم الخدمات المتواضعة المقدمة لهم، لم يتأخر ذوو الاحتياجات الخاصة عن الحضور وبأعداد كبيرة، وكان بينهم من يحمل الشعارات الأهلاوية والاتحادية في مشهد جميل لم يخرج عن إطار الروح الرياضية، ومنذ دخول الجماهير إلى مدرجات الملعب رددت الأهازيج الحماسية في حوار مألوف بين أنصار الفريقين قبل انطلاق أي لقاء يجمعهما.
التواجد الأمني قبل المباراة كان مكثفا من أجـل تفتيش الجماهير أمـام البوابات الإلكترونية؛ للحد من دخول الممنوعات، وشهدت الطرق الموصلة إلى الملعب ازدحاما كبيرا بالسيارات المزينة بأعلام وشعارات الفريقين، كما تواجد عدد من المراقبين الآسيويين في عدد من أجزاء الملعب والمدرجات؛ من أجل متابعة الأمور الأمنية قبل بدء المباراة.

عينان في رأس
عشق الأهلي حضر عبر ثلاثة مشجعين مصريين قدموا للملعب، وهم: طارق السيد، ومحمد حسان، وياسر محمد، وأكدوا أن اسم الأهلي يتواجد في كل مكان، في إشارة إلى أن الأهلي المصري والسعودي بالنسبة لهم عينان في رأس، وهم جاؤوا لمساندته أمام الاتحاد، وتمنوا تأهله للنهائي الآسيوي كما حقق سميه المصري التأهل الأفريقي.
من جهته تواجد رئيس رابطة جماهير الأهلي في المنطقة الشرقية أبو رياض الزهراني، برفقة عدد من الجماهير الأهلاوية في الساحل الشرقي، وقال لـالوطن: نحن نعشق هذا الكيان ونحضر لمساندته في كل مكان وهو أمر لا يرتبط بفوز أو خسارة.