قال المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة FAO جوزيه غرازيانو دا سيلفا، إن نحو ثلث الغذاء المنتج في العالم يُفقد أو يهدر كلّ سنة، وهو ما يكفي لتلبية احتياجات 500 مليون شخص بلا ضغوط إضافيّة على الموارد الطبيعية، موضحا أنه لا يبدو من العقل أن نغيّر طريقة إنتاجنا للغذاء بينما نواصل الاستهلاك كما نفعل الآن.
وأضاف دا سيلفا أن وراء الهدر الغذائي يكمن الميل إلى الاستهلاك المفرط لدى بلدان الدخل المتوسط والأعلى.
وحول نتيجة الاختلالات في توزيع الغذاء على مستوى العالم، قال داسيلفا إن النتيجة تتبدّى على هيئة 1.5 مليار شخص من مُفرطي الوزن، مقارنة بنحو 868 مليوناً من ضحايا نقص الغذاء... وتلك المفارقة تصوّر أحد الاختلالات الكبرى في عالم اليوم، أي التوزيع غير المتساوي للغذاء، والدخل والفرص.. جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر Terra Madre (أرضنا الأم) نصف السنوي الذي عقدته هيئة الغذاء البطيء (Slow Food) أمس بحضور نحو 130 بلداً، لمناقشة شؤون الغذاء والزراعة والتنمية المستدامة، إلى جانب فنون الطهو والعولمة والاقتصاد.
وأوضح دا سيلفا أن إنجاز هدف صفر جوعاً ضمن جملة الأهداف الأخرى، إنما يتطلّب أيضاً تشمير السواعد للتخلّص من مشكلة الهدر الغذائي وخسائر الأغذية، داعيا الهيئات الغذائية الدولية وجميع اللاعبين في إطار النظام العالمي للإنتاج الغذائي لضمّ الجهود معاً من أجل اجتثاث الجوع معا من وجه الأرض في غضون أعمارنا الراهنة.
ونبه إلى أن الوقت حان لكي نخطو الخطوة الكبيرة التالية في الحرب على سوء التغذية، مشيرا إلى أن الاستجابة لهذا التحدي تنطوي على جعل كلّ نظم إنتاج الغذاء مستدامة؛ وتمكين صغار المزارعين، ولا سيما النساء من مضاعفة معدلات الإنتاجية والدخل؛ وخفض الخسائر الغذائية والهدر؛ وضمان أن يملك الجميع على مدار العام غذاء مغذياً؛ وإنهاء سوء التغذية في غضون الحمل وتقزّم الأطفال بسبب نقص الغذاء.