في المشاعر المقدسة تظهر أنشطة وأعمال متفردة، فعلى جنبات المخيمات في مشعر منى تجد شبابا وأطفالا امتهنوا حراسة المخيمات عبر وظائف موقتة، لا تتجاوز أجورهم 100 ريال يوميا، وتصل إلى 1600 ريال طيلة 14 يوما تعاقدوا مع رؤساء بعثات الحج على قضائها في حراسة المخيمات.
وبهدف كسب المال، اضطر بعضهم إلى تقديم إجازة من عمله الرسمي، والتحق بمهنة الحراسة، في مشعر منى، منذ مطلع ذي الحجة الجاري، وسط تأكيدات من بعضهم أنه يتشرفون بخدمة الحجاج، ويستمتعون بقضاء هذه الأيام بين ضيوف الرحمن.
محمد محمود يحرس أحد المخيمات في منى، ويقول إنه مقيم، من الجنسية اليمنية عمره نحو 34 عاما، ومتواجد في المخيم منذ غرة الشهر، وحصل على إجازة من عمله الرسمي في مكة المكرمة، من أجل أن يلتحق بوظيفة حارس أمن على المخيم، مؤكدا أن تلك الوظيفة تمثل مكسبا ماديا سنويا اعتاد عليه، كونه لا يجيد سوى هذه المهنة.
وذكر أن مدة العمل في الحج حوالي 14 يوما، وأنه هو الوحيد الذي يحرس المخيم، ويضيف بأن عمله هو حراسة المأكولات والمشروبات التي تتواجد في المخيم، ومنع غير المسجلين في البعثة من دخول المخيم عبر فحص بطاقات الداخلين.
من جانبه، يقول ماجد كمال، وهو حارس أمن بمخيم آخر، إن مشاكل الربيع العربي في بلاده اليمن، أسهمت بشكل كبير بتواجده في مشعر منى، هربا من البطالة التي انتشرت هناك، ولا تزال حتى الوقت الراهن.
وأكد كمال أنه قدم إلى المملكة بتأشيرة عمل، وأنه يعمل لدى كفيله طيلة العام، ويستأذنه للعمل مع أقاربه في الحج، وأنه يعمل ما يقارب 15 يوما في منى قبل أن يعود إلى عمله الأساس لدى كفيله.
وحول أوقات العمل في هذه المهنة، أوضح أنه لا يمكن أن تحدد بزمن، فتارة يبدأ الدوام مع الصباح، ويوم آخر في المساء إلى ساعات الصباح الأولى.
ولا تجد غرابة عندما تجد حراس أمن لم تتجاوز أعمارهم سن الـ15 عاما، إذ بين الطفل أسعد أنه يجد متعة في عمله بحراسة أحد المخيمات في الحج، مبينا أنه يصطحب أصدقاءه إلى تلك المهنة.
وعن الأجر الذي يتقاضاه، ذكر أن أجره لا يتجاوز ألف ريال طيلة أيام الحج، وأنه يسعى لكسب خبرات تشكل شخصيته، كون العمل يغرس في نفسه مساعدة الحجاج وخدمتهم.