منى: فواز الميموني

قدم من تونس، بعد أن جمع ما يغطي تكاليف المناسك، والذي استغرق فيها لـأعوام، يلبي بـالحج، علنا وسرا، لا يريد سوى مضاعفة الأجر، أربعيني جذب الأنظار له، حجاجا ورجال أمن، بسيره المميز الذي لم يهدأ حتى الـالمغيب. والهدف هو التوحيد.
رضا، الذي كُتب له الحج للمرة الأولى، بعد ربيع الثورة في بلاده، وتحققت مطالبه حال أي مواطن تونسي، تمكن جمع ما يعادل 50 ألف ريال سعودي بعملة بلاده في ثلاثة أعوام، قدم عبر حملة تقدم خدمات لا بأس بها، وبرفقة مواطنين من بلاده، من بينهم أصدقاء له وآخرون لا يعرفهم، إذ لا يلتقيهم سوى عند النوم.
قضى يوم التروية بثلاثة ألفات، وهي اذكروا الله ووحدوه، أزيلوا الأذى عن الطريق، أقيموا الصلاة، إذ كانت بطريقة غير اعتيادية، وبأسلوب يتسبب بـالابتسامة. ما يجعل كل من يسمعه يثني عليه، ويحثه على الاستمرار، ويلبي نداءه.
يسير رضا بين الحجاج، وهو يحمل المايكروفون، ويطلب منهم ألفاته الثلاثة، لا يتوقف إلا لـتأدية الصلاة، ويكمل سيره في الاتجاهات الأربعة، بدأ وحيدا، وانتهى بفريق انضموا معه ليصبحوا فريقا من الحاثين على الخير.. والباحثين عن الأجر.
يقول رضا لا يوجد لي هدف سوى البحث عن الأجر المضاعف من الله، إذ قدمت هنا ابتغي رضاه، عبر هذا الركن العظيم، إذ إن الحاث على الخير كفاعله، والحج مناسبة عظيمة لأقوم بمثل هذا العمل، الذي يذكر الحجاج الذين قدموا من كل فج عميق بالله سبحانه وتعالى.
ويضيف وبعملي أدعو إلى توحيد الله عز وجل، وجمع الكلمة الواحدة بذلك في هذا الموقف العظيم. ويشير إلى أن ما قام به هو امتداد لما يقوم به في بلاده الذي يقطن في عاصمتها، إذ يقوم بعمل شبه مسحراتي، يصحي جيرانه ليس للسحور وإنما لصلاة الفجر التي لا تؤدى من قبل الكثيرين بسبب النوم، وبدأ بذلك قبل 20 عاما.
ويؤكد أنه سيستمر على هذا النهج اليوم في الموقف الأكبر، ولكن بشكل مكثف إذ سيتواجد بحسب تعبيره من الساعة الواحدة صباحا، ولن يخرج منها إلا بعد غياب الشمس بشكل كامل، وكذلك طيلة أيام الحج، إذ سيغادر مكة المكرمة في اليوم الرابع عشر متجها إلى المدينة المنورة، قبل أن يعود إلى بلاده.