كمصنع للخبرات.. يأتي موسم الحج كل عام؛ ليتيح تجربة حقيقية لتعزيز الجانب المهني للمشاركين في مهامه من موظفي الدولة رجالا وسيدات، إلى جانب شرف خدمة ضيوف الرحمن الذي يطمحون إليه، حيث يحظون بالتدريب في أكبر أكاديميات العالم.. أكاديمية مفتوحة تعمل على مدار 24 ساعة في أيام معدودة، وفي مواقع محددة، يتمنى كل سعودي أن يكون من المنضمين لها.
تجربة الانتداب للحج كما يقول عنها: المتدربون والكشافة ومنتدبو الوزارات تعد المحك الحقيقي للتجربة العملية من ناحية الخبرات، والعمل الذي يحوي كافة أنماط وأساليب وخبرات العمل الميداني. وفيما تستعد منى لاحتضان قاصديها من كل أرجاء العالم، مرتدية حلة قشيبة زاهية، بدأ العاملون أكثر تأهباً لخدمة ضيوف الرحمن.
عشرات الآلاف من العاملين في الحج، جلّ ما يطمحون إليه هو شرف الخدمة، وإكتساب التجربة العملية، التي تكون في أوج عزها مع تمازج الكفاءات الشابة بالخبرة العملية التي قضاها رجال عملوا معظم سنوات حياتهم العملية مع حجاج بيت الله الحرام، استنفار في كل الاتجاهات وخطوات تسابق الزمن من أجل الفوز بالغنيمة الكبرى من التجربة والنصيحة والاحتكاك، والفوز بالأجر قبل كل ذلك.
عاملون في كل مجال: في الصحة والأمن والتنظيم والخدمات، يقومون بالعمل ضمن منظومة متكاملة بترتيب عال، وتنسيق يعمل كمقطوعة موسيقية متناغمة الألحان، ومتدربون من كلية الملك فهد الأمنية، هم حماة مستقبل الوطن، وطلاب مدارس يعلمون في الكشافة رسلاً للسلام.. فيما تمنح طواقم الصحة يدها الحانية؛ لتزيل وجع الحاج، وترفق بحاله من التعب والمرض، كل ذلك يتم في ظروف صعبة، وتحت أقصى درجات الاستعداد والتأهب، في أماكن لا مجال فيها للخطأ.
سعيد الزهراني، من كشافة رسل السلام يقول: إن الحج يشكل تجربة ثرية مع مختلف الأطياف من حيث اللغات والخبرات والتجارب، مما يسهم بصقل شخصية الكشاف، وتقديم المعلومة والتجربة كي يكون أكثر ناضجاً في ممارسة أعماله المستقبلية، إضافة إلى شرف العمل لخدمة ضيوف الرحمن.
أما فيصل البدراني، الذي أتى من كلية الملك فهد الأمنية في فترة تدريب تسبق تخرجه للعمل الرسمي، فأكد أن مسؤولي الكلية يولون هذا الموسم اهتماماً كبيرا، حيث يقومون بتجهيز المتدربين لهذا الموسم بشكل متقن؛ كي يقوموا بخدمة ضيوف الرحمن، ويستفيدوا من تجارب العاملين في المجال الأمني من كافة الخبرات الأمنية المتواجدة في الموقع.