تسيس المجتمع السعودي لا تخطئه العين، وتأثره بالتقنية واضح، وتطور تفكيره واستقلال فكره بدأ يبرز في مناقشته للأمور العامة.

تسيس المجتمع السعودي لا تخطئه العين، وتأثره بالتقنية واضح، وتطور تفكيره واستقلال فكره بدأ يبرز في مناقشته للأمور العامة. واحتكاكه وتأثره بما يحدث في الدول الأخرى، غير أسلوب تناوله للأحداث. كل هذا مُشاهد في عشر السنوات الأخيرة، ولكن السعوديين وقفوا حصناً لدولتهم أثناء ثورات ما يسمى الربيع العربي وقوف حب وليس إجبار. لأن ثورات الحركات الاجتماعية السلمية لا تنفع معها أي قوة.. وخلال الأعوام السابقة أوجد المجتمع ـ عبر وسائل التواصل الاجتماعي ـ ما يسمى (المساحات المحررة) أي رفع مستوى النقد وسقفه، وهذا رغم قسوته أحياناً لكنه مفيد على المدى الطويل. كل هذا والسعودية تسقط رهانات الجميع وتحافظ على استقرارها على مدى 80 عاما.. وهذا بحد ذاته إنجاز إعجازي في منطقة مثل الشرق الأوسط.
ولأن الدول القوية تختار التطوير في وقت استقرارها لا التغيير وقت ضعفها فإن السعودية حسمت خياراتها التطويرية، لا صدمات تغييرية سريعة تؤدي إلى الاختلال ولا جمود يؤدي إلى الاحتقان.
أطل الملك على شعبه بخطاب كان خارطة طريق، ولأن الشعب يثق في قائده، فإن الكلمة التي لا بد أن تلفت الأنظار هي التطور الذي يقوم على التدرج. قرأ الملك تغير تفكير شعبه.. وطمأنهم أن التطوير خيار تم حسمه.. وهذا هو السر في الاستمرار.. ألا يغتر أحد بالاستقرار.. وتنتقل السعودية في عز قوتها من دولة الاستقرار إلى دولة المواطن. لا تحتاج السعودية إلى بروستريكا، بل تحتاج أن تطبق كلمات قالها قائدها لأطياف المجتمع.. حُسم الأمر.. لا عودة إلى الخلف، وبدأ التطوير الآمن.