في أتون الصفحات المرذولة في التاريخ، تطفو نباتات شيطانية مستبدة، ووحوش ضارية من الطغاة والسفاحين والقتلة، وكلما أمعنت النظر في صورة بشار الأسد آمنت أن الرجل نتاج ثقافة سلطوية شريرة تتلذذ بالذبح وإشاعة الخراب والدمار في كل مكان، وكأن الرجل صبت في أذنيه أناشيد الموت ورصاص الدم، وأغشى عينيه عجاف الأوهام وظل الشياطين، ها هو يغوص في ظلام الوحل ورماد المجازر وحميم النعوش المحروقة وقد طواها الموت في مواقد العصابة الحاقدة وماكينة القتل الجبار، إن التاريخ المنصف سيسلكه في عداد العتاة من المجرمين، كواحد من أقسى الإرهابيين في هذا العصر، وأشدهم عداء للإنسانية والبشرية، بل لن يتردد الأستاذ مجدي كامل في أن يضعه في سجل الأشرار التاريخيين الذين وثق جرائمهم في موسوعته، وتتبع سير حياتهم بكل ما فيها من سواد وغموض وبشاعة والتواء وخبث ومكر، فلو تتبعنا حفريات الدم التاريخية وتراكماتها، وبين ما يقوم به بشار الأسد أسوة بأولئك المجرمين لتجاوزهم بخسته وغدره، فها هو جزار كمبوديا الأعرج بول بوت الذي يسجل تاريخ بلاده أنه قتل أثناء حكمه ثلث الشعب الكمبودي، كان يسفك دماء شعبه كمن يشرب من ماء مالح، كلما شرب أكثر كلما شعر بمزيد من الظمأ، وها هو مكسمليان روبسبير الذي تولى حكم فرنسا بعد إعدام الملك لويس السادس عشر وعاشت البلاد في ظل حكمه أسوأ عصور الإرهاب والطغيان، وأصبح الإعدام يومياً بالمقصلة من المشاهد المألوفة في باريس، وقال عنه المؤرخون إنه قتل ستة آلاف مواطن فرنسي في ستة أسابيع دون أن يهتز له ضمير، وهاهو فرانسوا دوفالييه الذي لقب نفسه بابا دوك وتعني الطبيب الأب، نشر الموت والرعب والتعذيب والنفي والتشريد في هاييتي وابتز الفقراء واغتصب النساء وأمر باختطاف الخصوم وقتلهم والتمثيل بجثثهم، وكان دخل بلاده يأتي من بنوك الدم التي تصدر الدماء إلى الولايات المتحدة، بعد أن يأخذها من أجساد ضحاياه قبل قتلهم، وها هو أرييل شارون مصاص الدماء والذئب الجائع الذي مارس القتل والاغتيال والاعتقال والمذابح في مدن الضفة وغزة، وتنفيذ مشروع التصفية الصهيوني لكل ما هو فلسطيني وعربي ومسلم في فلسطين، يرقد اليوم صريع المرض في غيبوبة ويقوم الأطباء باستئصال جسده قطعة قطعة وجزءاً جزءاً، نتيجة العفونة التي أصابته حتى أمسى هيكلاً عظمياً منزوعاً عنه اللحم، فما هو بميت ولا بحي، ليكون آية يضرب الله بها الأمثال للمجرمين والظالمين والقتلة.