كان الأمر في السابق يحتاج إلى لوحة مفاتيح، وجهاز كمبيوتر، واشتراك إنترنت، لكنه الآن تحول إلى مجرد جهاز هاتفٍ ذكي فقط! حتى تصل الآفاق دُرر بعض العقول، ولتتعجب مما يتفوه به البعض!
المسألة ليست مجرد إبداء وجهة نظر، أو تقرير مسألة ما، ولكن الأمر تجاوز ذلك إلى الدَرعمة، ثم إلى القدح في الأعراض، والكشف عن النيات، دون التثبت أو التأكد من المصدر، متناسياً قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ). الأسوأ من ذلك؛ هو إيمان البعض أن ما يقوم به هو جهادٌ في سبيل الله، وأنه يحتسب حديثه وأفعاله لوجه الله تعالى، كما يقوم به الآن ثلّة من متابعي أحد مشايخ توتير، من ذوي المتابعة المليونية، دون أن يعي أن ما يقوم به لا يتجاوز مفهوم الإمعة، دون فهم أو إدراك لطبيعة الموضوع المناقش.
لقد كشف أسلوب النقاش لدى بعض التويترين تناقضا غريبا، فما أن يُحرج المناقش في مسألة خلافية؛ حتى يبدأ بالسب والشتم، والقذف في العرض، متجاهلاً أن ما يقوم به في الأساس هو الدعوة إلى الله!، بينما يفصح تعامله عن تناقضٍ صارخٍ لا يمكن فهمه.
كنا نعتقد أن توسع التواصل الاجتماعي سوف يخفف من احتقان البعض، أو على الأقل يجعلهم أكثر تفهماً للآراء المخالفة، ولكن – للأسف - يبدو أن البعض ازداد غلواً، واتسعت المسافة بينه والآخرين، كل ذلك في سبيل الدفاع عن آراء شاذة، ومواقف غريبة، لمن يعتقد أنهم الأفضل! والله المستعان.