الرياض: أحمد الحذيفي

محاضرة عن سوء معاملة 'الأطفال' تتحول إلى منصة انتقادات للمؤسسات التعليمية

سيطرت قضية الطفلة تالا على خميسية مركز حمد الجاسر الثقافي بالرياض أمس، وذلك بعد مداخلة هاتفية أجرتها عضو هيئة حقوق الإنسان الدكتورة الجوهرة النهاري مع المشاركين، ووقعت كالصاعقة عليهم، وذلك بعد أن كشفت أن قاتلة الطفلة تالا لم تبد أي حالة من الندم على جريمتها.
وقالت النهاري في الخميسية التي حاضر فيها زميلها عضو الهيئة الدكتور محمد السيف، وحملت عنوان حماية الأطفال من سوء المعاملة بالمملكة، إنها تابعت بنفسها ميدانيا قضية الضحية، وأنها ذهبت إلى السجن لمقابلة القاتلة التي لم تظهر أي حالة للندم عندما استيقظت من نومتها التي وجدتها فيها.
ورفضت النهاري تحميل اللوم لوالدة الضحية، وقالت كل النساء اللائي حضرن لتقديم واجب العزاء كن يصطحبن معهن عاملات، وقد كنت هناك وقتها، وختمت مداخلتها بالقول إن العاملة في أي منزل يجب أن تكون لخدمة المنزل فقط، وتظل تربية الأطفال مسؤولية الوالدين.
إلى ذلك، اتهم عضو هيئة حقوق الإنسان الدكتور محمد السيف القائمين على مدارس رياض الأطفال بالسعي للكسب والتجارة فقط، مطالبا وزارة التربية والتعليم بإعادة دراسة وقراءة مناهج هذه المرحلة المهمة، ووجه نداء لأولياء الأمور بعدم تدريس أبناءهم في الروضة حتى تكون مناهجها أكثر علمية، وناشد الجهات المعنية بالبت في دراسة وضعت أمامه لبرنامج اللجنة الوطنية لرعاية الطفولة، وإخراجها إلى النور.
ولم يستثن السيف الجامعات من الانتقاد دون أن يسميها، وقال إنها تملك منشآت ضخمة، ومساحات شاسعة، ورغم ذلك لا تخصص غرفا مجهزة للأطفال إلا على مساحة لا تتجاوز 4 ×5 أمتار، وتوكل رعاية هؤلاء الأطفال إلى عاملة نظافة، مطالبا بوجود حضانة في كل حي.
وتطرق إلى تأثير وسائل الإعلام على الأطفال، خاصة البصرية التي تؤثر في الطفل بنسبة تصل إلى 70 %، كما تناول صورا من الإيذاء الذي يتعرض له الأطفال مثل الإيذاء الجسدي والجنسي، مؤكدا تعدد الأسباب التي تسبب الإيذاء كضعف القيم، وعدم ضبط النفس، والسلوك الاندفاعي، والانحراف، والشذوذ النفسي والشخصي، إضافة إلى التعرض للإيذاء في مرحلة الطفولة، وصعوبات التكيف الاجتماعي، ونقص المهارات الاجتماعية، وضعف القدرة على تكوين الصداقات، والتواصل مع الآخرين، وتأثيرات الإيذاء على الطفل، ومنها تأثيرات جسدية ونفسية.
وتطرق السيف أيضا لإيذاء الطفل من قبل والديه، موكدا إمكانية اتصال أي طفل يتعرض للأذى من أحد والديه بهيئة حقوق الإنسان، ومن ثم مناقشة أسباب ذلك الاعتداء. وأشارت الأخصائية الاجتماعية الدكتورة موضي الزهراني التي تداخلت في المحاضرة أيضا إلى أنها كأخصائية مع زميلات العمل كن يعانين من عدم التعاون مع ما يتقدمن به من شكاوى لحل القضايا التي تصل إليهن، إلا أن الوضع تحسن في الوقت الحاضر، ويعود ذلك إلى الثقافة والوعي لدى الجميع، مطالبة بإنشاء محاكم أسرية بشكل عاجل، وقالت إنها تقدمت وزميلات لها بطلب لوزير العدل بهذا الشأن.
إلى ذلك طالبت الدكتورة فوزية الأخضر بضرورة إنشاء حاضنات في جميع الأحياء، فيما طالب الفريق عبدالعزيز الهنيدي في مداخلته بأن تكون هناك معاهد للبحوث في بحث مشكلة إيذاء الأطفال، ودراسة مقارنتها مع الدول العربية، ووضع الحلول للحد منها.