أطلقت الصافرة وأعلن المشهد قبل الأخير للفوز بلقب مسابقة كأس ولي العهد.. والمحصلة الهلال والنصر يتصارعان على الذهب.
صراع امتد لعدة أشهر أطاح بفطاحلة الإنجازات ورمى بهم الواحد تلو الآخر خارج دائرة المنافسة فلم يعد هناك مكان للاتحاد أو الأهلي أو الشباب حتى في الدور نصف النهائي.
وعلى الرغم من عراقة التنافس التاريخي بين الهلال والنصر والندية المزمنة بينهما إلا أن سيناريو المسابقة أفرز مستويات ضعيفة لا تليق على الأقل بالهالة الإعلامية المحيطة بالأندية السعودية.
وإذا ما نظرنا إلى الدور نصف النهائي الذي اختتمت منافساته أول من أمس نجد أن مباراتي الفيصلي مع الهلال والرائد مع النصر لم ترتقيا إلى مستوى موقعهما كمباراتين مؤهلتين إلى نهائي مسابقة كأس ولي العهد.
الهلال مثلاً.. تغلب بصعوبة بالغة على الفيصلي الذي قدم مباراة مقنعة لجماهيره على أرضه وبين عشاقه ولم يكتب نهاية سعيدة للمغامرة التي خاضها أبناء حرمة لتتحطم الطموحات عند جدار دور الأربعة.
ولعلي أرى أن الظروف التي مر بها الهلال وآخرها إقالة مدربه الفرنسي انطوان كومبواريه من أهم الأسباب التي أدت إلى عدم ظهوره بمستوى يرضي جماهيره، ورغم ذلك فإنه سبب ضعيف لا يمكن الاستناد عليه لسياقة المبررات، خاصة إذا ما صدقت المقولة إن إدارة نادي الهلال كانت تخطط لتسليم زلاتكو الدفة الفنية للفريق الأول منذ البدء في خطوات التوقيع معه إلى جانب معرفته التامة بأسرار الفرق السعودية عطفاً على الفترة التي قضاها كمدير فني لفريق الفيصلي إلى جانب معرفته التامة بفريقه السابق الفيصلي ومواطن الضعف والقوة.
بالطبع ذلك لا يلغي الخطوات الإيجابية التي قام بها المدرب زلاتكو وعلى رأسها عودة بعض نجوم الهلال المميزين الذين غابوا عن المشاركة إبان فترة إشراف الفرنسي كومبواريه مثل محمد الشلهوب وعبدالعزيز الدوسري.
وفي الجانب الآخر من نهائي مسابقة كأس ولي العهد لا يزال النصر يعيش ثورة تحقيق النتائج الإيجابية في مختلف الميادين في ظل قيادة الأوروجوياني كارينيو الذي أعتقد أنه نجح نسبياً في تعزيز روح القتالية للاعبين وتوظيف قدراتهم بالشكل الأنسب الذي أرضى الجماهير الصفراء وأعاد شيئاً من الوهج القديم.
وما أراه في الصفوف النصراوية من حراك هائل يعد نتيجة طبيعية لعدة أمور من أبرزها تغيير إدارة النادي بقيادة الأمير فيصل بن تركي سياستها في لغة الخطاب والتركيز على الصراع داخل الملعب بعيداً عن الانشغال بما يدور خارج المستطيل الأخضر، بالإضافة إلى العمل الكبير الذي يقوم به كارينيو فنياً ونفسياً ومعنوياً.
ورغم التطور الكبير في المستوى النصراوي وترميم صفوفه، خاصة الدفاع، إلا أنه لا يزال يعاني من بعض الإشكاليات، خاصة في خط الظهر الذي يشتكي من بعض الأخطاء التقديرية الفردية التي لا تلغي جمالية الأداء المثالي نسبياً للفريق.
ومن هذا المنطلق لو لعب الرائد على استغلال أخطاء الدفاع النصراوي مع انتهاج أسلوب الضغط على حامل الكرة وإغلاق المساحات أعتقد أن الأمر سيكون مختلفاً للغاية.
أملنا أن نشاهد نهائيا يليق بمسمى بطولة مسابقة كأس ولي العهد أولاً ثم بتاريخ الهلال والنصر ثانياً ويروي عطش جماهير الناديين الذين يرون أن فريقيهما الأجدر بخوض اللقاء الختامي.