يتخوف العالم من إقدام بشار الأسد على ما اقترفه علي حسن المجيد في العراق، باستخدامه الأسلحة الكيميائية ضد السوريين، في مرحلة سقوطه. واستشعر قائد الجيش الحر هذا الخطر، لكنه أعلن لـالوطن عدم التمكن من الوصول لمستودعات تلك الأسلحة، وعدم قدرة الحر على تأمين تلك المواقع، موضحا أن الوضع الميداني بعد سقوط معرة النعمان يسير بتصاعد مستمر.
حذر قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد، من عدم قدرة قواته على إعطاء ضمانات حول أسلحة الأسد الكيمائية، على اعتبار أن النظام من الممكن أن يُقدم على أي تهور يسعى من خلاله لإشعال المنطقة إن شعر بقرب نهايته. واستشعر الأسعد الخطر الذي تشكله الأسلحة الكيمائية التي يملكها النظام السوري، لكنه أعلن صراحةً عدم التمكن من الوصول لمستودعات تلك الأسلحة الخطرة، وعدم قدرة الجيش الحر على تأمين تلك المواقع. وقال في تصريحات لـالوطن أمس: لا يمكن أن نعد بأي شي بخصوص هذا النوع من الأسلحة، فالنظام السوري مُتعنت ونحن الآن بصراحة لا نستطيع أن نعطي ضمانات حول هذا الأمر، من الممكن أن يلجأ النظام للأسلحة الكيمائية إن شعر بقرب نهايته. وأضاف الأسعد، أن النظام يسعى لإشعال المنطقة وقد حاول في لبنان وتركيا والبحرين، وهو يملك طيرانا وصواريخ، وإيران تقوم بتمويله، وبكل أسف أقول بشار الأسد يسعى لإشعال المنطقة دون تردد. يجب ألا يتمكن هو وعصابته من هذا الأمر.
وعلى الصعيد الميداني قال الأسعد: إن الأوضاع تسير في تقدم كبير وجيد في بعض المناطق، لكن بالرغم من ذلك، يجب أن يكون الجيش الحر حذراً رغم الانتصارات التي تحققت ببعض المحافظات. وصنّف الأوضاع الميدانية في عدة محافظات، بقوله: بعض المناطق الوضع فيها مقبول، والبعض الآخر جيد جداً. هناك مناطق تشهد ضغطاً كبيراً من حيث العمليات العسكرية كحمص مثلاً، أما دمشق فالوضع فيها جيد، وحلب أيضاً كذلك، أما ريف دمشق فالوضع ميدانياً وعسكرياً فيها ممتاز جداً.
وحول معرة النعمان التي يُركزّ عليها النظام في عملياته العسكرية، وشهدت قصفاً بالطائرات عدة مرات، اعتبر الأسعد، أن النظام يرى معرة النعمان كشريانٍ رئيس لإمداد عدة محافظات لموقعها المتميز، الذي يتوسط تلك المحافظات، مثل إدلب.
ولم يُخف الأسعد امتعاضه من تسليط الضوء على بعض المحافظات من قبل بعض وسائل الإعلام الداعمة للثورة. وقال: هذا الأمر يتسبب بزيادة وتيرة قصف طائرات النظام في أعقاب تسليط أجهزة الإعلام الضوء على تلك المحافظات. وأضاف، الإعلام يعطي ضجّةً لبعض المناطق، ويتم التركيز على البعض الآخر، ومن ثم يتم تدميرها من قبل قوات الأسد، ولا أخفي سراً، هناك تحيز لإظهار بعض الأشخاص في مناطق محددة، بالمُجمل أقول، لا نستطيع السكوت أكثر من ذلك فالأمور إعلامياً غير سوية وغير منصفة في سورية، فنحن في حرب طاحنة مع نظامٍ عُرف عنه جبروته.
واستدرك الأسعد، هناك كتائب تعمل بشكل قوي وجيد، لكن هذا يتطلب أن يتم تصحيح بعض الأمور الإعلامية، أما على الأرض عسكرياً وميدانياً، فقد حققنا عمليات ممتازة، وحررنا مواقع كنا نعتقد أنها ستكلفنا الكثير، لكنها سقطت بسهولة خاصة هذه الأيام؛ لأن هناك تغير في إستراتيجية العمل العسكري في صفوف الجيش الحر.
على صعيد آخر، وفي حين نفى الأردن وجود قوات أميركية خاصة فوق أراضيه لمساعدته على التعامل مع تدفق اللاجئين السوريين، ومواجهة أي خطر متعلق بالأسلحة الكيميائية، كشف وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا، أن الولايات المتحدة تتعاون مع دول الجوار السوري لمراقبة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية السورية، معربا عن قلق بلاده بشأن مصيرها. وقال للصحفيين عقب لقائه بوزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي في بروكسل أمس: ما زلنا قلقين بشأن سلامة هذه المواقع ونسعى للتأكد من أن هذه الأسلحة الكيميائية لن تسقط في اليد الخطأ. وكشف أن فريقا أميركيا يعمل مع الأردن حول هذا الموضوع، وأن محادثات تدور مع تركيا في هذا الشأن.