في الوقت الذي ابتهجت فيه الأوساط الثقافية السعودية بـخبر صدور لائحة الأندية الأدبية، وما تحمله هذه الخطوة من أهمية وثقة منحتها الدولة لأبنائها في ممارسة حق وطني واستحقاق انتخابي داخل مؤسساتهم الأدبية والثقافية؛ إلا أن تلك البهجة لا يراد لها أن تكتمل، فالفعل ما زال ضبابيا بشكل يتحتم فيه التوضيح!
المثقفون وأعضاء مجالس الأندية اليوم يتداولون أسئلة لا تهدأ على شاكلة: لماذا وصلت اللائحتان المرفقتان المالية والإدارية إلى الأندية، ولم تصل اللائحة الأساسية المتضمنة الانتخاب وتشكيل الجمعيات العمومية؟! يتساءلون عن سابقة إعلان ونشر اللائحة الأساسية عبر وسائل الإعلام، والأندية المعنية بهذا الشأن آخر من يعلم؟ فلم تصلها اللائحة الأساسية إلى اليوم، بل لم تصل اللائحتان الفرعيتان إلا بعد نحو شهر من نشر خبر صدور اللائحة؟ يتساءلون عن لغز طلب الوزارة من الأندية سرعة الانتهاء من إجراءات الجمعيات العمومية تمهيدا للانتخابات القريبة، في ظل غياب اللائحة الأساسية؟!
ثمة خلل ما.. يقول آخرون إنه ليس خللا بل هو أشبه باللغز! وليس مطلوب من الوزارة إلا أن تسارع في حل ذلك اللغز الذي استعصى فهمه على القائمين على الأندية ليعرفوا كما يقال رؤوسهم من أرجلهم!
هذه تساؤلات مشروعة من المثقفين عن هذه اللائحة، خاصة وأن الوزارة قد جددت الفترة قبل أيام لأحد مجالس الأندية! ما الذي يجري في كواليس الوزارة؟ هل هناك من يتعمد تعطيل هذا المشروع؟ هل للبيروقراطية دور في هذا؟ لماذا الإعلان عن اللائحة والتطبيق ما زال معلقا إلى إشعار آخر؟ جميعها أسئلة لن يجيب عليها إلا فعل واضح من الوزارة لإنهاء تكهنات تحوم كالعصافير حول رؤوس المثقفين.
من جهة أخرى، وفي حال حلَّ اللغز، وبدأت الأندية بالفعل في تشكيل الجمعيات العمومية تمهيدا للانتخابات؛ وتلافيا لما حدث في الانتخابات البلدية من مهزلة القوائم والتزكيات والتحزبات اللا صحية، وإن كانت الفقرة (4) من المادة (20) في لائحة الانتخابات تنص على منع هذه المظاهر، إلا أن بإمكان الوزارة تدارك أمر آخر، لمن يعتقد بانتهازية أن المسألة تشريف لا تكليف، أو من يريد فرض أجندات ممجوجة عن طريق الأندية، لأن البعض يهمس اليوم عن نية أشخاص بعد الإعلان عن اللائحة طباعة نتاجهم، ليتمكنوا من استيفاء شروط الانضمام للجمعية العمومية، ومن ثم الترشح للانتخابات! فلماذا لا تلزم الوزارة الأندية شرطا صغيرا في أن يكون النتاج مطبوعا قبل الإعلان عن صدور اللائحة.. في الدورة الأولى على الأقل!