مشكلتنا الدائمة والغائمة، نحن العرب، هو هذا التناسخ العجيب، والتقليد الذي لا ينتهي، دون مبرر لهذا التناسخ والتقليد لبعضنا البعض
مشكلتنا الدائمة والغائمة، نحن العرب، هو هذا التناسخ العجيب، والتقليد الذي لا ينتهي، دون مبرر لهذا التناسخ والتقليد لبعضنا البعض، حتى أصبحنا كالقطط السيامية، المتشابهة حدّ التناسخ.
الفضائيات العربية هي في هذا الجوّ من التناسخ والتقليد ولا تخرج عنه، لهذا نرى أن كل قناة فضائية عينها مفتوحة لمراقبة الفضائيات الأخرى.. وهذا ليس للاستفادة من التجارب وهضمها والاختلاف عنها، فهذا جيّد ومطلوب وضروري، ولكن المراقبة هنا لغرض التقليد والتناسخ فقط.
عندما عملت إحدى الفضائيات، وبقدرة قادر، وبعد تفكير طويل، على اختيار أحد نجوم الفن ليكون مذيعاً لأحد برامجها، طارت القنوات الفضائية الأخرى في العجّة، فصرنا لا نفتح قناة فضائية، إلاّ وجدنا فيها فناناً مذيعاً.
هذا الاختيار، للأسف الشديد، لا يقوم على أسس مهنية تتعلق بمهنة المذيع التي قد لا تتوافر في النجم السينمائي أو التلفزيوني، ولهذا فمعظم الفنانين الذين أصبحوا مذيعي برامج بين ليلةٍ وضحاها، صار منظرهم مضحكاً أثناء التقديم وإذاعة البرامج، فلكل مهنة أهلها، وهو أمر جعلني أجزم بصحة المثل الشعبي الرائج: صاحب صنعتين كذّاب، لكنْ الفضائيات لم تفهم هذا المثل، وكذلك الفنانون الذين أصبحوا مقدمي برامج.
أشرف عبدالباقي، أصالة، سميرغانم، أيمن زيدان، لطيفة، شوجي، داود حسين، و.. و.. و..، وغيرهم، من نجوم التمثيل والغناء، امتلأت بهم أستديوهات البرامج كمذيعين، ونسب نجاحهم كانت متدنية في الغالب، أو منعدمة بالأصح.
متى ننتهي من التقليد والتناسخ، أيها السياميّون؟