اعتمدت على نظام صادر قبل 38 عاما وتعديله ما زال تحت الدراسة
فتحت مكافأة قيمتها 1500 ريال ملف الحملة الوطنية لتعزيز البعد الحضاري التي أقرتها الهيئة العامة للسياحة والآثار، و أفردت مساراً لاستعادة الآثار والكشف عن المواقع الأثرية، وأثارت قيمة المكافأة الممنوحة لمن يعثر على أثر له قيمة في المملكة التي ينص عليها نظام الآثار المعمول به حالياً والصادر في عام 1396، تساؤلات حول تواضعها، وحول مآل مشروع نظام جديد للآثار الذي أعدته الهيئة العامة للسياحة والآثار الذي يدرس الآن تمهيداً لإقراره، ومعالجته عدداً من الثغرات ومنها مكافآت من يساعد على العثور على أثر، أو حماية موقع، أو الإبلاغ عن تعد، وتكون المكافأة متناسبة مع قيمة الأثر، طبقا لمدير العلاقات العامة في الهيئة ماجد بن علي الشدي.
وكانت الفتاة غلباء محمد القحطاني، يشاطرها ابن أختها حسين آل هتلان القحطاني قد عبرت عن خيبتها من المكافأة التي حصلت عليها بعد إبلاغها الهيئة العامة للسياحة والآثار عن أثر مهم ،في حين تم تجاهل الشاب الذي كانت له يد في التوصل إلى هذه الصخرة التي تحمل رسومات، ذات دلالات ربما تقود لكشف أثري مهم على حد تعبيرهما في قرية آل نادر بمركز الفرعين محافظة أحد رفيدة في منطقة عسير.
وعبرت الفتاة في شكوى رفعتها إلى الهيئة تحتفظ الوطنبنسخة منها، عن خيبة أملها من تلك المبالغ التي لا تساوي الورق والحبر الذي كُتبت به على حد زعمها ولا بقيمة الأثر. وأضافت موضحة: كنت وابن أختي حريصين على أن تبقى هذه الصخرة بعيدة عن العابثين، وحافظنا عليها،ولم نسمح لأحد بالاقتراب منها، لأنها جزء مهم من تاريخنا، وقد يكون بالقرب منها أو أنها تشير إلى كنوز أثرية.
ماجد الشـدي أكد الواقعة وكشف لـالوطن أن المكافأة التي مُنحت، كانت نتيجة تبليغهـا عن موقع أثري يمثل صخرة بها رسم لشـكل آدمي، والتي تقع ضمن أملاك تعود لعائلتها بقرية آل نـادر في مركـز الفرعين بمحافظة أحد رفيدة منطقة عسير.
وتابع الشدي: زار مكتب الآثار بمنطقة عسير الموقع فور إبلاغ المواطنة عنه، وتبين للمختصين أهمية الموقع، ولذلك تم تسجيله في سجل الآثار الوطنية، وإرسال كتاب شكر من مكتب الآثار في المنطقة مرفقة به المكافأة المحددة في النظام الحالي للآثار، والتي تمثل حفظاً لحق من يبلغ عن موقع أو يعيد قطعة، و يستند إليه في تسجيل المعلومة في سجل الآثار الوطني، و يبقى أمر المكافأة الإضافية أو التكريم الخاص لمن يرشدون عن مواقع مهمة أمراً تختص به الحملة الوطنية لتعزيز البعد الحضاري التي أفردت مساراً لاستعادة الآثار والكشف عن المواقع الأثرية، ونظمت في هذا الصدد المعرض الأول للآثار المستعادة بالتزامن مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة، جرى خلاله تكريم معيدي الآثار من المواطنين و المقيمين، حيث بلغ عدد الذين كرموا من داخل المملكة في هذه المناسبة 98 مواطناً، وسيستمر تكريم المعيدين و المرشدين عن المواقع الأثرية ضمن هذه الحملة بشكل دوري.
وعن القيمة العلمية لهذه الرسومات والنقوش التي أبلغت عنها الفتاة قال مدير عام المتاحف الدكتور عوض بن علي الزهراني لـالوطن: هذه الصخرة تحمل لوحة فنية جميلة، وجاء الموضوع الرئيس فيها رسما لإنسان بالحجم الطبيعي، أبدع الرسام في النحت، وجاء فيه بيان تفاصيل أجزاء الجسم بشكل رائع وجميل وأمام هذا الرسم نلاحظ رسما آدميا صغير الحجم ربما يعبر عن طفل يقف رافعاً يديه إلى الجانب في حركة تلاحظ أيضاً حتى على الرجلين وعلى يسار الرسم الرئيس، في الأعلى يوجد رسم لجمل، ويلاحظ على هذه الصخرة خطوط أفقية هي عبارة عن تشققات طبيعية في الصخر.
وعن الدلالات الحضارية لهذا الأثر أضاف الزهراني: تعبر عن تطور كبير في فن النحت على الصخر ودرجة الإتقان التي قد لا نجدها في صخور كثيرة وبمقارنتها مع رسوم أخرى يتبين أنها جاءت في حقبة سحيقة ربما خلال القرن الأول قبل الميلاد.