الرياض، بريدة: أحمد الحذيفي، موسى العجلان

في موقف جديد لتداعيات خطوة نادي القصيم الأدبي، التي تراجع عنها، ببحث التحولات الفكرية لشخصيتي عبدالله القصيمي وعبد الرحمن منيف، تبرأت وزارة الثقافة والإعلام من التجاوزات التي وقع بها نادي القصيم الأدبي.
ودافع وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان في تصريحات لـالوطن أمس عن وزارته، وبرأ ساحتها مما يطرح بالأندية الأدبية بشكل عام، وقال إن ما يطرح داخل أروقتها من موضوعات ثقافية لا علاقة للوزارة به، لكونها تعمل على نحو مستقل.
وفيما تواصل الجدل لليوم الثالث على التوالي، خرج نادي القصيم الأدبي عن صمته إثر الزوبعة التي أحاط بها ملتقاه السابع الذي شهد العديد من الاعتذارات. وأعلن نائب الرئيس الدكتور إبراهيم التركي لـالوطن وقوفهم لجانب الأمير فيصل بن مشعل في ذات الخندق الذي يحارب الأفكار الدخيلة، في الوقت الذي وجه الأكاديمي السابق بجامعة الإمام الدكتور صالح العايد انتقادا لاذعا لأدبي القصيم، متأسفا لانزلاقه وراء شخصيات غير مرغوبة، مطالبا إياه بالتركيز على الشخصيات المشرفة.
وشدد العايد على أن اختيار أدبي القصيم لشخصيتين غير جديرتين بمخاطبة الشباب دليل على سوء الاختيار من النادي لهاتين الشخصيتين، مكتفيا بالإشارة إلى أن كتب القصيمي ممنوعة لضررها البالغ على الشباب، مطالبا النادي بتوضيح وجهة نظره في هذا الاختيار.


دافعت وزارة الثقافة والإعلام عن موقفها، وبرأت ساحتها من مسؤولية خطوة نادي القصيم الأدبي لبحث التحولات الفكرية لشخصيتي عبدالله القصيمي وعبدالرحمن منيف.
وأكد وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان في تصريحات إلى الوطن أن لا علاقة لوزارته في اختيار الموضوعات التي تطرح داخل الأندية الأدبية والتي تعمل باستقلالية في اختيار موضوعاتها وأن الوزارة لا تتدخل في ذلك.
وجاء الموقف المدافع من قبل الحجيلان فيما تواصل النقاش لليوم الثالث على التوالي حول محاولة أدبي القصيم إعادة كل من القصيمي ومنيف إلى الذاكرة ببحث التحولات الفكرية لدى الرجلين في ملتقاه الأدبي السابع الذي اختتم أول من أمس، قبل أن تلغي الورقتين اللتين كان يفترض وفق البرنامج أن يلقيهما محمد القشعمي وهاشم الجحدلي، وقال الدكتور صالح العايد وهو أستاذ جامعي سابق في جامعة الإمام لـ الوطن: أعرف نائب أمير منطقة القصيم الأمير فيصل بن مشعل مثقفا وقارئا متمكنا وذا ثقافة إسلامية واسعة لذلك لم أتعجب من موقفه تجاه ما حصل في نادي القصيم الأدبي.
وطالب العايد الأندية الأدبية في المملكة بالتطرق للشخصيات التي تشرف المملكة على حد قوله، منوها إلى أن اختيار أدبي القصيم لشخصيتين غير جديرتين بمخاطبة الشباب هو دلالة على سوء الاختيار من النادي لهذه الشخصيات. ورفض العايد الخوض في خلفيات هذا الاختيار، مكتفيا بالإشارة إلى أن كتب عبدالله القصيمي ممنوعة في المملكة ولم تمنع إلا لأن فيها ضررا بالغا على الشباب، وتأسف العايد لما سماه انزلاق أدبي القصيم في هذا المنزلق على حد تعبيره مطالبا النادي بتوضيح وجهة نظره في هذا الاختيار.
من جانبه قال الباحث خالد العبدالله: الإشكال الوحيد عندي في دراسة مثل هذه الشخصيات هو في كيفية تناولها ودراستها، وعرض المراحل التي مرت بها. وتساءل: في أي سياق يوضع هذا التحول؟ هل هو تحول ممدوح أو مذموم؟ .
إلى ذلك عاشت جلسات ملتقى نادي القصيم الأدبي السابع، ارتباكا واختلطت بحوثه، بعد ظاهرة الاعتذارات في تقديم بحوث وأوراق عدد من المشاركين، ليعيش الملتقى يوماً ختامياً تدخلت فيهالفزعات الثقافية.
فبعد إلغاء ورقتي القصيمي ومنيف من قبل المنظمين، أجهزت ظاهرة الاعتذار عن الحضور وتقديم الورقات البحثية لكثير من المشاركين على ما بقي من هيكل تنظيمي وبرنامج كان يسير عليه المنظمون للملتقى، لتشهد الجلسات تداخلاً وتقديماً وتأخيراً في مشاركيها.
حيث اعتذر كل من محمد الدحيم صاحب ورقة المثقف الديني وخطاب الهوية، وعبد العزيز قاسم عن ورقتهالعوامل المؤثرة في النخب الثقافية.
بينما كان الدكتور حسن الهويمل قد تناول في الجلسة الخامسة من الملتقى التحولات الفكرية التي تشكلت في منطقة القصيم، خلال العقود الأخيرة، مستدعياً في ضوء قراءته أهم المسببات التي شكلت الإطار العام لتفعيل وتطوير مثل تلك التغيرات والتحولات، معرجاً على كثير من الشواهد والمحاور التي ارتكز عليها مبحثه.
وتحدث محمد القشعمي عن سليمان الدخيل بوصفه شخصية أحدثت التحول وصنعت الفرق في محيطها، وهو ذلك الصبي الذي غادر مدينته بريدة متوجها إلى العراق، ليصبح أشهر صحفي وإعلامي وأول نجدي يحترف هذا النهج الأدبي حتى أصدر من بغداد صحيفة الرياض في عام 1910م، وفقا للقشعمي.
وفي الجلسة الختامية التي أدارها الدكتور أحمد الطامي أشار الباحث أحمد الحربي إلى أن هناك ثقافات مجتمعية لها تأثير كبير على الأفراد, وهذه الثقافات أساسها العادات والتقاليد التي تنشأ عليها المجتمعات, ولا يستطيع الأفراد التغلب عليها أو كسرها بسهولة ويسر, فضلا عن الثقافة المعرفية التي يتعلمها الفرد من خلال دراسته أو اختلاطه بثقافات أخرى, ولكنها تسير معه بخطوط موازية للعادات والتقاليد الراسخة في الأذهان.
و اختتم عبدالحليم البراك جلسات الملتقى بقراءته للتحولات الفكرية الطارئة لدى مثقفي المملكة العربية السعودية في الفترة المسماة بالصحوة الإسلامية والتغييرات التي طرأت عليها؛ أسبابها وآثارها ورؤية الناس لها، من خلال قراءة وجهة نظرهم حول هذا الموضوع وارتباط هذه التحولات مباشرة أو ضمنياً بأحداث عالمية متصلة بها.