الذي لا ينكره أحد، من متابعي المشهد الإعلامي المصري، قبل سقوط مبارك، وقبل ثورة 25 يناير، أن الإعلام المصري الحكومي كان بيد السلطة السياسية، فهو بيدها وحدها تختار ما يُعرض على الشاشة وما لا يُعرض، وما يتناسب مع توجّهاتها هو المعروض بالطبع، والعكس صحيح.
هذا في ما يخص الإعلام الحكومي أو الرسمي أو المُسيّس، وأما الإعلام الخاص والمستقل، فقد كانت جرأته محدودة، وإن كان صوته عالياً، ومناهضاً للسلطة السياسية، إلا أن عُلو ذلك الصوت، لم يكن بتلك الحدّة، وكانت هناك خطوط حمراء، حتى في الإعلام الخاص آنذاك.
الذي يبدو واضحاً، بعد ثورة 25 يناير، هو التحوّل الكبير في الإعلام المصري الخاص، عكس ما كان عليه من حريّة محدودة إبان حكم مبارك، واستعراض بسيط وسريع بالريموت كونترول، على الفضائيات المصرية الخاصة، يوضح تماماً حجم هذا التحوّل، فكل ما كان غير متاح تناوله في عهد مبارك لم يعُد له وجود إطلاقاً، بما في ذلك الحديث عن شخص الرجل الأعلى في هرم السلطة السياسية في مصر، وهو الآن الرئيس محمد مرسي.
الذي لفت انتباهي بشكل أقوى هو التغيّر الملحوظ وليس الكبير، في قنوات مصر الحكومية أو الرسمية، فبعد أن كانت في عهد مبارك لا تنقل كل ما يحدث في الشارع، صارت القناة الفضائية المصرية أول من ينتقل بالكاميرا إلى الشارع.
بالطبع إن الطابع الحكومي الرسمي ما زال يطلّ برأسه من القنوات المصرية الرسمية، غير أن التطورات القليلة الملحوظة على أدائها ومواكبتها للشارع، وشفـافيتها، تنبئ بغد أفضل للإعلام الحكومي المصري، والفرق واضح بين، ما قبل الثورة وما بعدها.