طوت الرياضة السعودية أمس صفحة أخرى من صفحاتها بوفاة رئيس هيئة أعضاء شرف نادي الهلال، رئيسه الأسبق، صاحب السمو الملكي الأمير هذلول بن عبدالعزيز إثر مرض عضال، ويرجح أن يتولى نائبه الأمير بندر بن محمد منصبه الشاغر.
وبدأت مسيرة الفقيد، وهو الابن الـ32 للملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود الذكور، وهو المولود في سنة 1361، مع الرياضة السعودية في الستينات الميلادية من القرن الماضي بحمله للعضوية الشرفية لنادي الهلال ومن خلالها انطلق لصناعة هلال السبعينات الميلادية مع مؤسس النادي الراحل عبدالرحمن بن سعيد، حيث صاغا معاً عقد البطولات الهلالية بفوزه بأول لقب (كأس الملك عام 1381) بقيادة اللاعبين سلطان بن مناحي ومبارك العبدالكريم وعبدالله سواء وسليمان مطر الكبش وناصر الرزقان (كندا) وكريم المسفر وحميد جمعان وسالم إسماعيل وسعيد بن يحيى وبقية نجوم الهلال آنذاك.
وتولى الأمير الراحل رئاسة الهلال لفترتين، الأولى من عام 1392 حتى 1398، فيما كانت الثانية من عام 1402 حتى عام 1403، ونجح خلالها الهلال بنجومه إبراهيم اليوسف وبشير الغول ومرزوق سعيد وحسن البيشي وصالح النعيمة وفهودي وشمروخ وناجي عبدالمطلوب ومحسن بخيت، في تحقيق الدوري الممتاز موسم1397 تحت قيادة المدرب الإنجليزي جورج سميث بعد غياب 13 عاماً عن منصات التتويج، وفي موسم 1402 حقق الفريق كأس الملك أمام الاتحاد بقيادة المدرب البرازيلي أوتن فيلهو.
وشهدت فترة الراحل الرئاسية التعاقد مع الدوليين التونسيين نجيب الإمام وعلي الكعبي أواخر السبعينات الميلادية خلال فترة احتراف اللاعبين الأجانب الأولى، كما أنه يعد (الأب) الروحي للهلاليين في كثير من القضايا التي تهم البيت الأزرق، ودائماً ما اجتمعت الأسرة الهلالية على طاولته.
واستذكر عدد من نجوم الهلال ممن عايشوا الأمير هذلول بعضاً من عطاءاته وسماته الشخصية حيث أكد قائد الفريق الأسبق سلطان بن مناحي (شفاه الله) أن الفقيد كان يتمتع بصفات قيادية أسهمت في نقل الهلال في تلك الفترة إلى مرحلة متقدمة من التطور، فيما أكد المدافع السابق فهد الحبشي أن للأمير هذلول بصمات واضحة على الكرة السعودية من خلال نادي الهلال، مبيناً تأثيره على اللاعبين في كيفية احترام المنافس والحفاظ على هوية الانتصارات. يذكر أن نادي الهلال سمى معسكره الإعدادي بمقر النادي باسم الأمير هذلول بن عبدالعزيز بعد أن تمت إعادة هيكلته وبنيته التحتية وبلغت تكلفة تطويره 4 ملايين ريال ليحاكي فنادق الـ5 نجوم، وذلك تقديراً وعرفاناً لأدواره الإيجابية يرحمه الله للرياضة السعودية بشكل عام ولنادي الهلال على وجه الخصوص.