النقاد: يحيى أمقاسم احتفى بالمرأة كما لم يفعل غيره
استحوذت رواية ساق الغراب للسعودي يحيى أمقاسم اهتمام الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض صنعاء الدولي للكتاب الـ 28 أ في اليوم الثالث للمعرض والثاني للفعاليات أول من أمس ، حيث أمتلأت القاعة المخصصة لقراءة ساق الغراب بالمثقفين السعوديين واليمنيين يتقدمهم الملحق الثقافي السعودي الدكتور علي الصميلي، وبدأ أحمد عطيف مدير االجلسة بالتعريف بالروائي واصفاً إياه بالحديث ، وأن روايته ساق الغراب طبعت حتى الآن في أربع طبعات كان أولها عام 2008، موصياً باقتناء الطبعة الأخيرة لدار الجنوب التونسية والتي قدم لها فيصل دراج . عطيف قال : إن 141 قراءة نقدية سابقة لـ ساق الغراب لم تجعل القائمين على معرض صنعاء ، ولم تجعلنا نحن من جئنا من المملكة نكتفى بما سبق من قراءات ، لأننا متيقنون أن لدى النقاد المشاركين في الندوة اليوم أقوالهم عن ساق الغراب، معطياً الفرصة للمشارك الأول في القراءة الأستاذ بكلية الآداب بجامعة الملك سعود الدكتور محمد بن عبدالله منور آل مبارك الذي عنون قراءته بـ استدعاء اللهجات وتوظيفها في الرواية السعودية ، رواية (ساق الغراب ) أنموذجا ، معرفاً في بداية قراءته بحياة مجتمع عصيرة وهي احدى قرى وادي الحسيني في منطقة جيزان ، متنقلاً مع الرواية إلى مفارقة مجتمع (عصيرة) لقريتهم في نزوح جماعي يسمى (الهربة ) نحو الشرق إلى (ساق الغراب ) .
وركز آل مبارك في قراءته على اللغة ، من فصحى في السرد والحكي ، وعامية كلغة حوار داخل الرواية في مرامي توظيفية توخاها الكاتب وأجاد فيها ، مبدياً رضاه عن توظيف الكاتب للعامية للتعريف بأسماء الأماكن والألعاب ومصطلحات الزراعة ومسميات آلياتها . معتبراً ساق الغراب نتاج للمرحلة الجزئية من عمر الرواية السعودية ، وأنها ـ والكلام للدكتور آل مبارك ـ تمثل لعبة المتن والهامش حسب وصف الدكتور حسن بن حجاب الحازمي في مقاربة للرواية ، مسترسلاً : فـ ساق الغراب تحاول اثبات هوية كانت متنا فباتت هامشاً ، كانت كلاً فباتت جزءا . مطالباً بعدم تفسير هذه الرواية وأمثالها ـ من الروايات الجديدة التي تهرب إلى الماضي وتمجده ـ تفسيراً فيه إنكفاء على الذات وتشبثا بالماضي وقطيعة مع الحاضر .متسائلا عن رواية ساق الغراب هل هي هروب للماضي وقطيعة حضارية ثقافية ولغوية مع الحضارة المعاصرة أم هي رواية (هربة ) لم تحسب عواقبها . واستبعد الدكتور آل مبارك أن تكون القطيعة الحضارية أو الرفض لقيمها المعاصرة من غايات رواية ساق الغراب مدللاً على تفاؤل مجتمع (عصيرة ) بالدولة الجديدة على لسان بطلة الرواية صادقية وإنكارها على أهل قرية (عصيرة ) الهروب قبل أن يتبينوا حقيقة الدولة القادمة وما تحاوله هذه الدولة في صبر وتؤده من استحضار لقيم حضارية جديدة ، باستحداث التعليم النظامي، ونشر للأمن ، وتطبيق للشريعة ، وبناء نظام اقتصادي قوي .
الدكتور آل مبارك رأى أن الرواية حفظت في حواراتها الأساطير في مجتمع وادي الحسيني وإن كان الراوي ذكرها للدلالة على شجاعة ابن شامي وهو أحد شخصيات الرواية .
وجاءت القراءة الثانية للناقد اليمني عبدالله الشاحذ الذي بدأ بتوضيح ماعنيت به الرواية من رصد لمرحلة تاريخية في تاريخ منطقة عصيرة واصفاً إياها بأنها تعد تاريخا للمنطقة وسجلاً حياً لها ، مؤيدة لتشبث أهل عصيرة بعاداتهم وتقاليدهم ، مذكراً بشهادة عازي القصيبي عن ساق الغراب بكونها عمل يستحق الإشادة لا من ناحية تفوقه الفني ، بل لكونه عملاً رائداً لم تعرفه الرواية السعودية في كتابة الرواية التاريخية .
وتوقف الشاحذ عند دلالة أسماء النساء في الرواية كصادقية ،وهداية ، وعلية ، وشريفة ومافيها من رفعة وعلو إلا أنه رأي رغم الحضور اللافت للمرأة في ساق الغراب إلا أن صورتها كانت نمطية .
واختتمت الدكتورة منى المحاقري القراءات لـ ساق الغراب مركزة على الحضور اللافت للمرأة في ساق الغراب وكيف أن صوتها في الرواية كان الناقل والحافظ الأمين للموروث الثقافي والشعبي لقرية عصيرة وأنها المرأة متمثلة في صادقية كانت الأقوى حتى إن ابنها الشيخ عيسى الخير لم يقدر على منازعتها في هذه المكانة .
..والملحقية تحتفى بالسعوديين
احتفت الملحقية الثقافية السعودية بصنعاء أول من أمس بالمثقفين السعوديين المشاركين في فعاليات معرض الكتاب الدولي بصنعاء ال 28 بمقر الملحقية بحضور السفير السعودي باليمن علي بن محمد الحمدان ورئيس الهيئة العامة للكتاب اليمنين عبدالباري طاهر ومدير المعرض زيد الفقيه ، وأشاد الحمدان بالمشاركة السعودية في معرض صنعاء للكتاب وجهود الملحقية الثقافية المتمثل في حسن الإعداد للجناح السعودي في المعرض وتسهيل حضور المثقفين من مختلف مناطق المملكة لفعاليات المعرض والمشاركة الفعالة فيها . مشيرا الي أن المشاركة السعودية تهدف للتواصل مع المجتمع اليمني ولا تهدف للربحية حيث ستوزع كافة المطبوعات السعودية المشاركة مجانا في اليوم الختامي للمعرض .