أطلقت اللجنة الوطنية للحج والعمرة حملة عمرة بلا تخلف، بهدف توعية المواطنين والمقيمين بمخاطر التستر على المتخلفين من العمرة، والأضرار والسلبيات التي تفرزها تلك الظاهرة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والأمني، مبينة في حملتها أن الوطن فوق كل اعتبار، وأن المساس به بأي شكل من الأشكال يعد خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه.
وكيل التطوير بكلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى الشيخ الدكتور صالح الفريح قال إن هذه الظاهرة تعد سلبية ومضرة للمجتمع الذي تنشأ فيه، وإن لها دلالات سلبية، ويصعب على السلطات إدخال المخالفين ضمن منظومتها الإدارية والانضباطية، وذلك لتواجدهم من دون أية إثباتات رسمية.
وطالب بتشديد الأنظمة من خلال فرض عقوبات قاسية على المخالفين والذين يتسترون عليهم، وسن قوانين وعقوبات رادعة تحد وتساهم في انحسار هذه الظاهرة السلبية.
من جهته، قال الداعية والمنسق في جمعية مراكز الأحياء في مكة المكرمة فائز الرويثي إن من أكثر وأهم السلبيات الملاحظة ظاهرة التسول، التي انتشرت بكثرة في مكة المكرمة ومحافظة جدة والمدينة المنورة.
وطالب الرويثي، جميع المواطنين والمقيمين بصفة رسمية بعدم التعامل مع مخالفي أنظمة الإقامة والتستر عليهم, لأنهم لم يقدموا إلا للبحث عن الكسب المادي سواء بالطرق الشرعية أو غير الشرعية، وبالتالي إغلاق المنبع الذي يدرعليهم الأموال، مما يجبرهم على المسارعة بترك البلاد.
إلى ذلك، أكد الأكاديمي بجامعة أم القرى الدكتور محمود محمد عبد الله كسناوي، أن هذه الظاهرة تعد من الظواهر المزمنة التي عانى منها المجتمع منذ عقود، بالرغم من تطورالمحاولات التنظيمية المتعددة التي تبذلها الجهات ذات العلاقة بهذا الشأن، والتي بدورها تقبض على الكثير من المتخلفين وترحلهم إلى بلادهم، إلا أن المشكلة مازالت مستمرة في النمو عاماً بعد آخر نتيجة للعديد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والتنظيمية، إضافة إلى الزيادة السنوية في أعداد الحجاج وفتح باب العمرة على مصراعيه طيلة أيام السنة.