يحرص الكثيرون على الشراء من بائعات البسطات، لتوفرهن في أماكن قريبة من منازلهم، وأيضا للمساهمة في إعانة سيدة دفعتها الظروف الاجتماعية إلى العمل الحر لإعالة أسرة، والحصول على الرزق الحلال.
أم سعد بائعة بإحدى البسطات في سوق شعبي، سألناها عما إذا كانت تجد صعوبة في التعامل مع الناس، فأجابت، تختلف نوعية التعامل من شخص إلى آخر، فهناك من يطلب الشيء بنوع من العنجهية، وهناك من يطلبها بكل احترام، فالناس لا يتساوون من حيث التربية، فهناك من يحترم الغير، ولله الحمد هم الأغلبية.
وحول الشريحة العمرية التي تتردد عليها، أجابت، تشتري مني جميع الفئات، فهناك الصغار والكبار على حد سواء، ولكن أكثر من يشدهم بضاعتي هم الصغار، وقد يجبرون أهليهم على شراء الحلوى أو العصير، وما أحبته أعينهم قبل أن تتذوقه ألسنتهم.
وعن الصعوبات التي واجهتها في هذا العمل، قالت أم سعد في بعض الأحيان إن لم تكن أغلبها يمر الوقت ببطء، وهذا يسبب لي إجهادا جسديا ومعنويا، ولكن أكل العيش يجبرنا على تحمل الوضع.
وأضافت أن أكثر الأمور التي تضايقني عندما تأتي زبونة وتأخد أشياء وتبدأ في مساومتي بحجة أن البقالة أرخص، أو عندما يأتي أطفال صغار ويثيرون الفوضى في بضاعتي، أو أخذ أشياء دون علمي، وأهاليهم لا يحركون ساكناً.
عبدالرحمن، (أحد المشترين) أكد أن وجود بائعات البسطات في الأسواق أو المتنزهات لا يسبب أي إزعاج له، وأضاف بالعكس فهم موجودون لتلبية طلباتنا، إذا عطشنا نجد لديهم المياه والعصائر، وإذا أحببنا تناول وجبة صغيرة نجد شرائح البطاطس، مشيرا إلى أن هؤلاء البائعين أناس بسطاء لا يضايقون أحدا ولا يريدون إلا الرزق.
وأضاف بعض الأماكن لا يوجد بها بائعات، وفي هذه الحالة ننزعج، فالأطفال لا يصبرهم على رحلات أمهاتهم الطويلة في السوق إلا قطع الحلوى والعصير والبطاطس من حين إلى آخر.