المدينة المنورة: علي العمري

دمجهم ضمن الاستراتيجية الوطنية للحد من الفقر وسن قوانين صارمة ضد مشغليهم

حذرت دراسة اجتماعية حديثة من مغبة التهاون في تشغيل الأطفال في سن مبكرة، لما ينطوي على ذلك من محاذير أمنية من أبرزها: إمكانية استغلالهم في شبكات العصابات المنظمة، التي تنشط في السرقة وتجارة المخدرات، إلى غير ذلك من الجرائم الأخرى، التي تعتمد على جانب قلة الوعي والإدراك.
الدراسة التي أعدها رئيس قسم الخدمة الاجتماعية بجامعة القصيم الدكتور يوسف بن أحمد الرميح، والتي كانت بعنوان العوامل المرتبطة بعمالة الأطفال في المجتمع السعودي هدفت إلى التعرف على العوامل والأسباب التي تؤدي إلى نزول الأطفال إلى العمل في سن مبكرة، والتعرف على الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والأسرية لهؤلاء الأطفال الذين يمارسون العمل في سوق الخضار والفواكه في منطقة القصيم.
واختار الباحث لدراسته 100 طفل يمثلون الفئة العمرية من 8 إلى 15 عاما، وخلصت إلى جملة من النتائج الهامة كان من أبرزها: أن الأطفال ممن تتراوح أعمارهم من 12 إلى 14 عاما هم الفئة الأكثر في مزاولة تلك الأعمال، وذلك بنسبة 74%، وتبين أن غالبيتهم من السعوديين بنسبة 89%، فيما بلغت نسبة غير السعوديين 11%، كما أن 48% من الأطفال توقفوا عن الدراسة عند المرحلة المتوسطة من التعليم العام، تلي ذلك الطلاب الذين توقفوا عند المرحلة الابتدائية بـ 37%، أعقب ذلك الأطفال المتسربين من التعليم بنسبة بلغت 7%.
وعلى الصعيد الأسري تشير الدارسة إلى أن 49% من المبحوثين يعيشـون في أسـرة كبـيرة يتجاوز عدد أفرادها الـ 8 أفراد، تلي ذلك الأطفال الذين يعيشون في أسر متوسطة الحجم بمعدل 6 أفراد، وتكشف الدراسة عن تدني الحالة التعليمية للأب، حيث بلغت نسبة الآباء غير المتعلمين 70%، فيما بلغت نسبة الآباء المتعلمين 30%.
وتبين الدراسة أن أسرة الطفل تعتمد في مصادرها للدخل المادي على دخل رب الأسرة بنسبة 77%، فيما تأتي الأسر التي تعتمد على دخل الأبناء في المرتبة الثانية بنسبة 22%، فيما جاء الأطفال الذين تستفيد أسرهم من إعانات الجمعيات الخيرية في المرتبة الثالثة بنسبة 17%.
وتقول الدراسة: إن 79% من أسر الأطفال ـ محل الدارسة ـ يعيشون في مساكن بالإيجار، فيما يعش 21% منهم في مساكن مشتركة مع أسر أخرى.
وعن طبيعة العمل الذي يمارسه الأطفال، فقد تبين أن 54% منهم يمارسون مهنة بائع خضار، فيما يعمل 38% منهم في مجال نقل وحمل البضائع للزبائن، فيما يمارس 8% من أفراد العينة مهنة الدلالة.
ويقضي نحو 42% من الأطفال فترة تتراوح بين 4 و 8 ساعات يوميا خارج المنزل، و 40% منهم يقضون من 8 إلى 12 ساعة يوميا خارج المنزل، فيما يقضى نحو 10 % من الأطفال أكثر من 12 ساعة خارج المنزل، ويحصل 43% من عينة الدراسة على 50 ريالا يوميا، وباقي أفراد العينة يعملون بأجور أقل.
وتختم الدراسة نتائجها بالقول: إن من أهم الأسباب والدوافع التي جعلت الأطفال يزاولون تلك الأعمال هي الناحية الاقتصادية لتلك الأسر، وذلك بنسبة 91%، فيما جاءت نسبة الأطفال الذين لا تقدر أسرهم على الإنفاق بنسبة 9%.
وفي ختام الدراسة يوصي الباحث بضرورة دمج عمل الأطفال ضمن الإستراتيجية الوطنية للحد من الفقر، وسن قوانيين أكثر صرامة لمستخدمي الأطفال دون السن النظامية للعمل، وإنشاء قاعدة بيانات أساسية حول عمالة الأطفال وحـجمها وخصـائصها في المجتمع السـعودي بشكل مستمر.