نشرت الزميلة 'الحياة' في عددها ليوم الأربعاء الماضي 28/ 7/ 2010 ما قالت: إنه مقدمة للقاءٍ مع القارئ/ 'عادل
نشرت الزميلة الحياة في عددها ليوم الأربعاء الماضي 28/ 7/ 2010 ما قالت: إنه مقدمة للقاءٍ مع القارئ/ عادل الكلباني، يتراجع فيه عن فتواه الشهيرة بإطلاق إباحة الغناء! وأعلنت أن اللقاء سينشر بتفاصيله غداً (الخميس 29/ 7/ 2010) ـ ضعوا تحتها جميع خطوط النسخ والرقعة الجوية العربية السعودية ـ وفعلاً نشرت اللقاء الذي تبرأ منه الكلباني جملةً وتفصيلاً في اليوم نفسه! واضعاً صدقية ومصداقية وتصادقية الحياة على المحك؛ فقد تمر على احترافيتها كلمةٌ أو عبارةٌ، لكن أن يمر لقاءٌ كامل، بهذه التفاصيل الدقيقة، ومع شخصية لها حضورها المثير كالقارئ/ الكلباني، وفي توقيتٍ كأنه حد الشفرة، فهذا مالا يمكن أن تصدقه بتاتاً ألبتةَ، وهي همزة قطعٍ، ولا يجوز تسكين آخرها ألبتةَ! ولهذا كان متوقعاً أن تنشر الحياة يوم الجمعة 30/ 7/ 2010 ما وصفته بـأدلة دامغة تؤكد إجراء اللقاء، وتتوعد بممارسة حقها ضد من يمس صدقيتها عموماً، ومع أصحاب الفضيلة خصوصاً! ليجد المتلقي نفسه في حرجٍ لا يشبهه إلا حيرة طفلٍ يُسأل السؤال العريق في برامج الأطفال السعودية: تحب مين أكثر ياشاطر: ماما ولا بابا؟! والإجابة الصحيحة هي: أو..باما، كما تعرفون!
ولكي تخرج من هذا الحرج الحياباني لابد أن تفترض صدق الطرفين: فالكلباني لم يتراجع، ولم يجر الحوار أصلاً! والحياة لم تفبرك شيئاً، بل نشرت لقاءً تم بالفعل وبكل تفاصيله، والشيطان في التفاصيل، كما يقول الإنجليز! وهذا الشيطان ـ حسب الفتوى التي تشيطن الصحفيين ـ ليس إلا مصطفى الأنصاري، الذي أجرى الحوار، وما لم يقله كاتب العفاريت/ خلف الحربي، هو: أن الأنصاري شيطان أديب أريب، عالم بكتاب الله تعالى، وفقيه أكثر من الكلباني نفسه، خاصة في أحكام الغناء؛ كونه من أهل المدينة، وقد قيل بالتواتر: لا تستفتِ مدنياً في الغناء! أي: إنه مباحٌ عندهم ولا يحتاج النهار إلى دليل!
فما حدث ـ إذن ـ هو: أن الشيطان الأنصاري تلبَّس بالقارئ الكلباني، ولم ولن يشعر الأخير به؛ لأنه مثله حافظ للقرآن، فماذا يقرأ عليه؟ وتحدث بلسانه، وسجل اللقاء، وأعاد صياغته، وعرضه عليه، وقام هو بتحمير ما اعترض عليه لحذفه، ثم اعترض على سؤالين طلب مهلة لإعادة صياغتهما، فأمهله الشيطان الأنصاري أسبوعاً، ثم خشي أن يتسرب خبر التراجع، والكلباني تحت المس، فأعد اللقاء دون ذينك السؤالين، ولم تجد الحياة فيه أي ثغرة، فنشرته الخميس، بعد أن نوهت به الأربعاء، ولكن الكلباني كان مايزال تحت تأثير المسِّ الأنصاري، ولم يفق منه إلا بعد أن نشر اللقاء كاملاً، وهو ما يرد على تساؤل الحياة: لماذا لم ينفِ الحوار الأربعاء، وانتظر 24 ساعة؟! أقول قولي هذا، وأستغفر الله!