بعض المدن طاردة لأهلها في الإجازات، وبعض المدن جاذبة للزوار في كل الأوقات. وأغلبية مدننا تصطف في طابور المدن الطاردة، وتتنافس على المركز الأول بجدارة، وأظنه من الصعب تحديد الفائزة برأس القائمة.
إجازة منتصف العام التي لم تتجاوز أسبوع كشفت قدرة قليل من المدن على خلق فرصة استثمارية لتجارها، وفرص ترفيهية لسكانها، وكشفت قدرة كثير من المدن على طرد سكانها..!
في الصيف تتنافس كل المدن على إقامة مهرجانات وفعاليات صيفية، وكأن كل مدننا لا تختلف عن أجواء الطائف وأبها، لذلك كثير منها لا تجني إلا الفشل، ولا تتعلم فتكرر المهرجانات الصيفية فتكرر الفشل، ولو فكرت وخططت لأيقنت أن الصيف لا يناسبها، ولوجدت طرقاً لإنجاح مهرجاناتها وفعاليتها حسب قدراتها وميزاتها وطقسها.
ولأنه بالمثال يتضح المقال: لا بد من الإشارة إلى منطقة الجوف التي استفادت من الزيتون الذي يميزها فاستغلت الإجازة لجذب الناس إليها وتسويق منتجها، فكانت النتيجة نحو 23 مليون ريال مبيعات مهرجان الزيتون خلال أسبوع، وأصبحت قبلة للمسافرين.. وكذلك بريدة التي استفادت من ربيعها وأجوائها هذه الأيام، فزادت دخول الاستثمارات وحركت سوقها.
.. وبعض المدن تسعى إلا أنها تعجز لضعفها وضعف مسؤولي المنطقة.. محافظة طريف حاولت أن تكون عاصمة للصقور، إلا أن مهرجانها أقيم على بند لله يا محسنين، ولم يقف عجز بلدية طريف عن إقامة المهرجان على حسابها، بل عجزت أيضاً عن استقبال التبرعات والمساعدات فاستعارت حساب نادي الصمود الرياضي.
لو أحسنت المدن استغلال ميزاتها في التسويق لها؛ ففي أضعف الأحوال ستكسب أهلها بدل أن يسافروا ليصرفوا أموالهم في مدن أخرى، لا تختلف عن مدينتهم إلا بذكاء مسؤوليها وحسن استغلالهم لمميزاتها وموروثها وتاريخها ومنتجاتها في تحويلها من بيئة طاردة إلى جاذبة.
(بين قوسين)
التسويق ذكاء.. فـدبي سوقت لنفسها حتى أصبحت ملء السمع والبصر، وأصبح زوار مهرجان التسوق ينفقون مليار دولار أسبوعيا.