153 ناديا تصقل قدرات الشباب و13 مدينة رياضية تحتضن أنشطتهم
دأبت المملكة على دعم الرياضة والرياضيين بشكل عام، وكانت اللبنة الأولى للحركة الرياضية تأسيس الأندية من خلال الأفراد بجهود ذاتية حتى تطورت مع مرور الزمن وباتت تلك الأندية صروحاً وكيانات يستفيد منها الشباب في المملكة، حيث بدأ بعض المهتمين بالأنشطة الرياضية وخاصة كرة القدم، تأسيس أندية رياضية لممارسة لعبتهم المفضلة، ومع زيادة عدد الأندية وتنامي الإقبال على ممارسة الرياضة برزت الحاجة إلى ظهور جهاز يتولى تنظيم الألعاب المختلفة والاعتناء بالرياضة، إذ تأسست لأول مرة إدارة لرعاية الشباب عام 1372- 1952 بوزارة الداخلية، وأوكلت إليها مهام تنظيم النشاط الرياضي بالمملكة.
وتم نقل إدارة رعاية الشباب من وزارة الداخلية إلى وزارة المعارف عام 1380 - 1960، إلا أنه في عام 1382 - 1962 تم إسناد مهام رعاية الشباب إلى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تحت مسمى إدارة رعاية الشباب لتتحول بعد ذلك إلى إدارة عامة لرعاية الشباب.
توجيه ورعاية
وفي العام 1394 - 1974 صدر قرار مجلس الوزراء الموقر رقم 60 وتاريخ 23/4/1394 بأن تصبح رعاية الشباب جهازاً مستقلاً باسم الرئاسة العامة لرعاية الشباب وترتبط إدارياً بالمجلس الأعلى لرعاية الشباب، وأسندت إليها مسؤولية توجيه الشباب ورعايتهم ورسم السياسات الكفيلة بانتشار خدمات رعاية الشباب بكافة مناطق المملكة، وتهيئة البرامج الرياضية والاجتماعية والثقافية والفنية التي تسهم في إشباع اهتمامات الشباب وصقل قدراتهم البدنية والفكرية والسلوكية وتنشئتهم التنشئة القويمة التي تستمد أصولها ومبادئها من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وقيمنا وعاداتنا العربية الأصيلة.
وباتت الرئاسة العامة لرعاية الشباب المرجع الأول للأندية الرياضية، حيث توالى تأسيس الأندية الواحدة تلو الأخرى حتى وصل عددها إلى 153 ناديا مسجلا في الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي تشرف عليها وتقدم إعانة سنوية لتسيير أمورها المالية الضرورية، وتضم تلك الأندية العديد من الألعاب الجماعية والفردية بحسب هواية الشاب الذي يرغب في ممارسة الرياضة المفضلة لديه.
وتم تشييد العديد من المنشآت والمدن الرياضية في السعودية لتكون الداعم الأول للرياضيين، حيث أنشأت الرئاسة العامة للرعاية الشباب إستادات رياضة تحت مسمى (المدن الرياضية) في كل من مدن: الرياض وجدة والدمام، باعتبارها المدن الرئيسية بين مدن المملكة، وأنشئت هذه الإستادات منذ عدة سنوات وكانت أولى المنشآت الرياضية في المملكة وجوداً هي ملاعب كرة القدم التي قام ببنائها منذ ما يقارب ثلاثين عاماً عدد من المهتمين بالحركة الرياضية آنذاك، وهذه الملاعب هي ملعب الصبان بجدة، ملعب الصائغ بالرياض، ملعب يعقوب بالخبر وملعب السويل بعنيزة.
أدت هذه الملاعب في وقتها دوراً كبيراً في مجال كرة القدم، وقامت رعاية الشباب بعد امتلاكها بإدخال بعض التحسينات اللازمة، كما زرعت أرضيتها بالنجيلة الطبيعية لتقام عليها بعض المباريات.
منشآت عملاقة
ومن ثم أنشأت ثلاثة إستادات وهي ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض الذي افتتح عام 1390 ويتسع لـ22 ألف متفرج، ومن ثم ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجـدة الذي افتتح عام 1393 ويتسع لـ20 ألف متفرج، وفي ذات العام تم افتتاح ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام ويتسع لـ25 ألف متفرج، وتتميز الملاعب الثلاثة بتوافر منصة رئيسة ومكاتب إدارية وملعب كرة قدم مزروع زراعة طبيعية، إضافة للصالات الرياضية الأخرى.
ومنها ما يحتوي على صالات ألعاب مغلقة لألعاب كرة السلة، الطائرة، اليد، التنس الأرضي والجمباز، إضافة لجناح سكني يتسع لـ48 نزيلاً ومطعم لتقديم الأطعمة والمشروبات، ومكتبة متكاملة، ومبنى للعلاج الطبيعي والعيادات الرياضية، وصالة للجودو والتايكواندو، ومضمار لألعاب القوى ومواقف للسيارات، إضافة لمسجد.
وفي يوم مشهود في تاريخ الرياضة السعودية تم افتتاح ملعب الملك فهد الدولي بالرياض بتاريخ 14 / 7 / 1408 على مساحة إجمالية تصل لنصف مليون متر مربع ويتكون الملعب من مدرج للمشجعين يتسع لـ62,500 متفرج إضافة للمقصورة الملكية، وصالة كبار الشخصيات وصالة الدرجة الممتازة، ومدرّج لمتفرجي الدرجات الأولى والعادية والثانية والثالثة، ومدرج خاص ومهيأ بشكل كامل لذوي الاحتياجات الخاصة ومركز للعلاج الطبيعي.
وصممِّت مدرّجات وكراسي المتفرجين على شكل بيضاوي وبارتفاعات متوازية، مما يوفّر لكل مشاهد إمكانية الرؤية المثالية، ويؤدي السقف الأنيق وغطاؤه الغشائي نصف الشفاف والذي يأخذ شكلاً مشابهاً للخيمة إلى توفير الحماية للمتفرجين من الأحوال الجوية وأكبر قدر من الظل لمقاعد المتفرجين.
مستقبل زاهر
ويجري العمل حالياً على تنفيذ ملعب دولي جديد بمدينة جدة سيحمل اسم الملك عبدالله بن عبد العزيز سيتسع لقرابة 70 ألف متفرج.
وتم إنشاء (13) مدينة رياضة في حواضر المناطق والمدن السعودية، وهي مدينة الملك عبد العزيز الرياضية في مكة المكرمة وتم افتتاحها في عام 1404، مدينة الملك فهد بن عبدالعزيز الرياضية في الطائف وتم افتتاحها في عام 1404هـ ، مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية في القصيم وتم افتتاحها في عام 1402، مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الرياضية في أبها وتم افتتاحها في عام 1402، مدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الرياضية في المدينة المنورة وتم افتتاحها في عام 1401هـ ، مدينة الملك فهد في تبوك وتم افتتاحها في عام 1405 ، مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الرياضية في حائل وتم افتتاحها في عام 1401 ، مدينة الأمير سعود بن جلوي الرياضية في الخبر وتم افتتاحها في عام 1402 ، مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية في الإحساء وتم افتتاحها في عام 1403 ، مدينة الباحة الرياضية في الباحة وتم افتتاحها في عام 1409، مدينة جيزان الرياضية في جيزان وتم افتتاحها في عام 1409 ، مدينة المجمعة الرياضية في المجمعة وتم افتتاحها في عام 1411 ومدينة القطيف الرياضية في القطيف وتم افتتاحها عام 1410 .
وتتألف هذه المدن والمراكز الرياضية من المرافق، كملعب لكرة القدم ويسع لحوالي (10000 – 35000) ألف متفرج، ومضمار للجري طوله 400 متر مقسم على ثماني حارات، وبيوت الشباب سعة (250) نزيلا، وقاعات لإقامة الندوات، وقاعة مخصصة لتناول الطعام، ومطبخ، ومطعم مجهز بأحدث الأجهزة، إضافة لصالة ألعاب مغلقة لإقامة النشاطات الرياضية المختلفة، والتي تقام داخل الصالات المغلقة، وهي مزودة بجميع الخدمات والمرافق العامة، وصالة سباحة مجهزة لاستيعاب 400 متفرج، بالإضافة إلى حمام سباحة مخصص لتعليم السباحة، ووحدة طبية للإسعافات الأولية، ومكتبة عامة، ومكاتب إدارية، وزودت المراكز بالخدمات والمرافق الضرورية بجانب الملاعب الخارجية المكشوفة لمختلف الألعاب وملاعب للأطفال ومواقف للسيارات.