الرياض، جدة: ماجدة عبدالعزيز، نجلاء الحربي

شاركن في بناء وتنمية الوطن واحتفت بهن المحافل الدولية

لقيت المرأة السعودية خلال الأعوام الأخيرة حظوة كبيرة على مستوى الدولة وذلك من خلال عدد من القرارات الملكية التي جسدت اهتمام الدولة على أعلى مستوياتها بالعنصر النسائي باعتباره شريحة مهمة جدا من مكونات المجتمع السعودي، حيث أصبحت المرأة وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في موقع اتخاذ القرار سواء في الجوانب السياسة أو الاقتصادية أو الاجتماعية.
قرارات إصلاحية
ما كانت تبحث عنه المرأة السعودية طوال عقود خلت من الزمان وجدته في عام واحد حيث كان يوم الأحد الموافق 25 من سبتمبر 2011 يوما مشهودا في تاريخ المرأة السعودية وهو اليوم الذي أصدر فيه الملك قراره التاريخي القاضي بالسماح لها بدخول مجلس الشورى كعضو أصيل ابتداء من الدورة المقبلة إضافة إلى أحقيتها في الترشح والترشيح في المجالس البلدية.
لم تقف قرارات خادم الحرمين الشريفين المنصفة للمرأة عند هذا الحد بل تعدتها الى عدة قرارات تتعلق بفتح مجالات عمل متعددة للمرأة كان من أبرزها تأنيث محال المستلزمات النسائية والحرص على تطبيق وتنفيذ هذا القرار بحيث أصبحت أغلب هذه المحال مؤنثة بالكامل في كل مناطق المملكة ما فتح مصادر رزق كثيرة ومتعددة للنساء السعوديات إضافة إلى دعمه المتجدد لسعودة وتوظيف النساء في القطاع الخاص، واستمر هذا الدعم من خلال توجيهاته الشهيرة لوزارتي الشؤون البلدية والقروية والتجارة بتخصيص أراض داخل المدن لإقامة مشروعات صناعية تعمل فيها النساء واتخاذ الإجراءات اللازمة لتأنيث وسعودة وظائف مصانع الأدوية بجانب الإسراع في إنشاء إدارات نسوية لدى الأجهزة التي لم تقم بعد بإنشائها، حيث جاءت كل تلك الأوامر ضمن الخطة التفصيلية لوضع حلول عملية وسريعة في القطاعين الحكومي والخاص لإيجاد فرص وظيفية للمواطنين والمواطنات وتفعيل برامج السعودة وخططها.
وتقديرا منه لدور المرأة في المجتمع وما تقوم به من واجبات ومع تزايد عدد النساء العائلات لأسرهن أصدر خادم الحرمين الشريفين قرارا يمنح المرأة التي تعول أسرتها الحق في الحصول على قرض سكني من صندوق التنمية العقارية بعد أن كان قصرا على الرجل، كما احتلت المرأة السعودية مكانة مميزة في عهد خادم الحرمين الشريفين حيث تولت عددا من المناصب القيادية المتعددة كان آخرها قبل أيام وهو تعيين الدكتورة موضي الخلف مديرة للشؤون الثقافية والاجتماعية ومساعدة الملحق الثقافي بسفارة المملكة بواشنطن لتصبح أول سعودية تشغل منصبا دبلوماسيا.
ويأتي كل ذلك استكمالا لما شهدته المرأة السعودية من طفرة نوعية في هذا الجانب بدءا بحصولها على مرتبة وزير عبر الأميرة الجوهرة بنت فهد بن عبدالعزيز عندما تم تعيينها مديرة لجامعة الرياض للبنات سابقا جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن حاليا لتكون أول سعودية تحصل على هذا المنصب وهذه المرتبة الوظيفية، ثم توالت بعدها المناصب للسعوديات حيث حصلت نورة الفايز على أول منصب قيادي في وزارة التربية والتعليم قبل خمسة أعوام كنائب لوزير التربية والتعليم وبعدها نالت الدكتورة منيرة العلولا منصب نائب المحافظ للتدريب التقني للبنات في المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وهي أول سعودية تحصل على هذا المنصب أيضا والدكتورة هيا العواد في منصب وكيل وزارة على المرتبة الخامسة عشرة كأول مواطنة تشغل هذا المنصب في تاريخ الوزارات فضلا عن وصول عدد من السعوديات المبتعثات في الخارج ضمن برنامج الملك عبدالله إلى 27500 دارسة.
نهضة شاملة
وتؤكد سيدة الأعمال ألفت قباني نائب رئيس اللجنة الصناعية ‏بالغرفة التجارية الصناعية بجدة أن المملكة وفي ظل ‏القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ‏تشهد طفرة تنموية حضارية شاملة في شتى المجالات. وقالت إن هذه المناسبة تعد محطة هامة يجب أن يعيها الإنسان السعودي ‏ففيها نستذكر صفحات البطولات والبناء والتي رسخ ثوابتها الملك ‏المؤسس عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه حتى باتت المملكة نموذجا ‏فريدا للقوة والتلاحم الوطني تحت راية التوحيد التي تحفها قيمنا العربية ‏الإسلامية العريقة. وأكدت قباني أن هناك نقلة نوعية وقرارات حكيمة من أجل ‏الارتقاء بالإنسان والمكان فالمتابع لمجريات الأحداث والتطورات التي ‏تعيشها المملكة يلاحظ أنها تعيش أزهى عصورها لما يشهده ‏حاضرها من نهضة واقعية على الصعيدين الداخلي والخارجي حتى باتت ‏تجربتها النهضوية مثالا يحتذى به في شتى المجلات الاقتصادية ‏والاجتماعية والصناعية والتعليمية والسياسية، فالسياسة الحكيمة التي ‏تنتهجها المملكة وما ننعم به من أمن واستقرارا سياسي ينعكس دون شك ‏وبشكل إيجابي على تلك النهضة الشاملة التي يتمتع بها المواطن ‏السعودي. ‏
لافته إلى أنه من أهم القرارات الإصلاحية التي تحققت للمملكة، تلك ‏القرارات الخاصة بتطوير مرفق القضاء وقطاع التعليم والرهن العقاري ‏وأهمها إنشاء الهيئات التي تعنى بمكافحة الفساد والغش والتستر، وأكدت ‏قباني أن الدولة أولت أهمية كبرى ‏للتنمية الصناعية وقدمت لها جميع وسائل الدعم والتشجيع حيث باتت ‏الصناعة رقما مهما في خطة التنمية السعودية الشاملة، وليس أدل على ‏ذلك من نمو عدد المدن الصناعية من 14 مدينة صناعية طورت على ‏مدى 40 عاما، لتقفز إلى 28 مدينة صناعية مطورة أو تحت التطوير وبعد ‏أن كانت المساحة لا تزيد 42 مليون متر مربع وصلت في الوقت الحالي ‏إلى 110 ملايين متر مربع ويجري العمل على مضاعفتها إلى 160 ‏مليون متر مربع موزعة على 40 مدينة صناعية بمختلف مدن المملكة في ‏عام 2015. وبالإضافة إلى أن حكومة المملكة اهتمت بلغة العصر التكنولوجيا ودعمتها ‏بكل المقومات للنهوض بالصناعات السعودية، حيث سيجري التركيز في ‏السنوات المقبلة على الكيف من خلال تحسين المنتج السعودي ليصبح ‏قادرا على المنافسة عالميا.
الاهتمام بالمرأة
و ذكرت سيدة الأعمال غادة غزاوي أن مسيرة خادم الحرمين الشريفين حافلة بعدد ‏من القرارات التي ركزت على المرأة السعودية، ومن أهم القرارات التي ‏صدرت في عهده تأنيث المحلات النسائية حيث ساهم هذا القرار في فتح المجال ‏للمرأة للعمل وخلق فرص وظيفية جديدة، فأصبحت المرأة السعودية قادرة على ‏الدخول لسوق العمل ليس كمستثمرة فقط بل كعاملة ومنتجة. ‏
كما أعطى دافعا قويا لسيدات الأعمال من خلال وجودهن في المحافل العالمية والمحلية كافة، موضحة أن عهد خادم الحرمين الشريفين حقق للمرأة ‏منجزات حضارية وتنموية شملت جوانب الحياة كافة، واستطاعت المرأة أن تصل ‏بخطوات ثابتة إلى تشييد صروح النهضة، فالقرارات التي أصدرها مقام خادم الحرمين ‏تعزز البناء الداخلي وتعزز مسيرة التنمية الاقتصادية في المملكة، ‏وتعزز طموح المرأة في الحياة الاستثمارية والتجارية وبناء المشاريع التي تتطلع ‏إليها.‏
طفرة نسائية
‏ووصفت عميدة كلية إدارة الأعمال بجامعة الأعمال والتكنولوجية الدكتورة نادية ‏باعشن عهد خادم الحرمين الشريفين بـ الطفرة النسائية حيث تحققت إنجازات ‏نوعية للمرأة في كافة المجالات، فهناك قفزات حققتها المرأة لا يمكن إنكارها، على ‏سبيل المثال على صعيد التعليم حققت إنجازات عدة ووصلت إلى مناصب قيادية ‏كنائبة وزير التعليم، وكذلك التعليم الخاص يعتبر إنجازا في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيث أصبح للمرأة القدرة على إكمال دراستها داخل المملكة دون السفر إلى ‏الخارج وعدم الاكتفاء بالثانوية العامة كما كان في الماضي، حيث إن وجود الكليات ‏الخاصة والجامعات الأهلية سهل لكثير من الفتيات فرصة إكمال دراستهن في ظل ‏استيعاب الجامعات الحكومية، فهناك البديل في الجامعات والكليات الأهلية لقبول ‏الطلبات من أجل إتاحة فرصة إكمال الدراسة الجامعية وتحقيق المرأة إكمال دراستها ‏داخل وطنها.‏
وأكدت باعشن أن إصرار خادم الحرمين الشريفين على الاهتمام بهذه الجامعات ‏والكليات بحيث يكون التعليم فيها على أعلى مستويات ومعايير الجودة، لذلك نرى ‏التعليم العالي الأهلي يتجاوز إلى المستويات الخارجية في معايير الجودة. وقالت: على ‏مستوى الابتعاث فقد تركز اهتمام خادم الحرمين الشريفين على ابتعاث الطالبات ‏والطلاب إلى مختلف الدول من أجل إكمال مسيرة تعليمهم، حيث دخلت مسيرة الابتعاث التي ‏يوجه لها خادم الحرمين الشريفين اهتمامه في منح الطالبات والطلاب فرصة الابتعاث ‏للخارج حقبتها الثامنة، ووصول المرأة السعودية إلى جامعات عريقة في كافة أنحاء ‏العالم كل ذلك يدل على وعي خادم الحرمين الشريفين وحرصه على توفير الكوادر ‏الوطنية المؤهلة في كافة التخصصات لخدمة هذا الوطن الغالي من أبنائه وبناته. ‏وأضافت باعشن: كذلك تحققت إنجازات في مجال العمل للمرأة السعودية تمثلت في ‏قطاع البنوك من خلال وصول المرأة لمناصب قيادية في مجال القطاع المصرفي ‏حيث وصلت إلى أعلى المستويات على الصعيد الاستثماري والتداول المالي في ‏الأوراق المالية وكذلك في المجال الاقتصادي، مشيرة إلى أن عدد الفتيات اللاتي يعملن في ‏القطاع المصرفي في البنوك في تزايد منذ تولي الملك عبدالله مقاليد الحكم في المملكة. ‏
وكشفت باعشن أنه في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز أتيح للمرأة السعودية العمل ‏في مجال الشركات الاستثمارية وهي أحدث شركات في المملكة تتبع لسوق المال ولم ‏يتوقف الأمر على مجرد العمل بل وصل إلى أن تتولى المرأة مناصب رئيس مجلس إدارة الشركات ‏الاستثمارية، وكذلك التدرج في السلم الوظيفي كعضو في مجالس الإدارة ومجالس ‏اللجان القطاعية في هذه الشركات واللجان التخصصية والعمل في هذا القطاع ‏الاستثنائي.‏
وأشارت باعشن أيضاً إلى المجال الطبي الذي حصدت فيه المرأة السعودية نصيبا أوفر من ‏تولي المناصب الإدارية، موضحة أن المرأة أدخلت للعمل في القطاع ‏الخاص حيث أصبحت تدير كثيرا من الأعمال الخاصة في سوق العمل كسيدة أعمال ‏مع إعطاء المرأة الحق في ممارسة جميع الأنشطة ومزاولتها وعدم اقتصار المرأة على ‏أعمال محددة، ففي عهد خادم الحرمين أتيح للمرأة الدخول لسوق العمل كمستثمرة وممارسة لكافة ‏الأعمال بالقطاع الخاص. وأكدت أن صندوق المئوية الذي وضع يدعم الشباب والشابات السعوديات في إنشاء ‏مشاريعهم المختلفة حيث يعتبر صندوق المئوية مؤسسة مستقلة غير ربحية تُعنى ‏بتمويل مشاريع الشباب، تأسست بموجب المرسوم الملكي ويُعد عملاً ‏مؤسسياً مواكباً لتطلع المملكة وطموحها في دعم شبابها (من ‏الجنسين) لبدء مشاريعهم الصغيرة، لتكون لبنة حقيقية لدعم القاعدة الاقتصادية ‏الوطنية، في ظل التوجهات الاقتصادية الجديدة المرتكزة على تشجيع المبادرات ‏التجارية لصغار المستثمرين، ويهدف الصندوق إلى تمكين الجيل الجديد من السعوديين ‏والسعوديات من بدء أعمالهم الخاصة من خلال الإرشاد والتسهيل والإقراض، ‏وتحويلهم من طالبي وظائف إلى موفري وظائف، ومساعدتهم على تحقيق الاستقلال ‏المادي.‏
فرص وظيفية
وترى الكاتبة الصحفية بصحيفة الحياة سوزان المشهدي أن اهتمام خادم الحرمين ‏الشريفين بالتعليم من خلال ابتعاث الفتيات وارتفاع عدد الطالبات المبتعثات إلى ‏الخارج إنما هو دلالة قوية على أن مقامه يشجع المرأة على إكمال ‏مسيرة التعليم، والاستفادة من الكوادر الشابة السعودية المتعلمة في دفعهم إلى سوق ‏العمل من أجل خدمة الوطن. وتقول المشهدي تحقق في عهد خادم الحرمين دخول المرأة للعمل في ‏مجال البيع والشراء من خلال تأنيث المحلات النسائية على الرغم من العوائق التي ‏واجهت السيدات لكن المرأة استطاعت التغلب على هذه العوائق وأثبتت أن قرار التأنيث ‏أعطى نتائج إيجابية في إيجاد فرص وظيفية جديدة للفتيات وإدخال المرأة في ‏مجال عمل جديد.
‏إنجازات لا حصر لها
من جهتها أكدت وكيلة عمادة شؤون الطلاب للأنشطة الدكتور منال بنت إبراهيم ‏مديني ماحقق للمرأة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين من إنجازات لا يمكن ‏حصره، ففي هذا العهد الميمون نجحت المرأة في الحصول على فرصة الابتعاث ‏خارج السعودية، وقد كان الابتعاث استكمالا لمسيرة الحضارة العربية والإسلامية التي ‏انطلقت من الجزيرة العربية ملبية القول المأثور: اطلبوا العلم ولو في الصين. وقوله ‏عليه الصلاة والسلام: الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحقّ بها، حيث ‏ساوى الإسلام بين المرأة والرجل في طلب العلم وغيره من الجوانب ‏الحضارية، لذا كان فتح باب الابتعاث للمرأة امتدادا لتلك الرؤية الحكيمة التي رأت في ‏المرأة عمودا قويا من أعمدة بناء الوطن.‏
وأضافت: ما إن فتح هذا الباب العظيم للمرأة السعودية حتى أخذت طموحاتها تتزايد في ‏دخوله، ولم يكن السفر لمجرد السفر هو أقصى أمانيها، ولكن الغنيمة العلمية والثقافية ‏كانت هي الهدف، حتى أصبحنا نرى المرأة تبحث عن احتياجات الوطن وتسارع ‏لاستكمال بنود ابتعاثها. وإذا ما انتقلت عيوننا معها في أنحاء العالم وجدناها في ‏أروقة الجامعات ومكتباتها تنهل منها كنوز المعرفة لتعود بكل مفيد.
وتشير مديني إلى أن ابتعاث المرأة وفوائده على وطننا نلمسه في كل مؤسسة ودائرة ‏عادت إليها المبتعثة لتقدم لوطنها آخر ما توصلت إليه حضارات الأمم المختلفة من ‏العلوم نظرية وعلمية، تحاول جاهدة أن يستفيد منها الوطن مع الاحتفاظ بقيم ديننا ‏وحضارتنا العربية والإسلامية، فرأينا المعلمة والمبرمجة والطبيبة، وغيرهن من ‏رائدات تعدين مرحلة التلقي والتلقين إلى الاختراع والإبداع والتطبيق، امرأة ‏واعية بما تحمله من فكر حضاري، موضحة أن نماذج المرأة السعودية المبتعثة ‏وإيجابياتها لا تسعه هذه الأسطر، ولكنها وقفة من وقفات الاحتفال بمنجز من منجزات ‏وطننا الحبيب في يومه الوطني.‏