ومهما تكن جرعة التفاؤل التي تتعاطاها كل صباح، فإن جملة المشاهدات التي تعترض يومك ستُنهي بشكل سريع مفعول تلك الجرعة!.
تقنيا كمثال جلي، لم تزدنا التقنيات التي نتعامل معها كل يوم، إلا يقينا بأننا نقبع في عمق العالم الثالث!، ليس لأننا اكتفينا بالاستيراد عوضا عن التصنيع، فذاك أمر لن يختلف عليه حتى ضيوف فيصل القاسم!، ولكن لأننا نحور تلك التقنيات ونعيد صياغتها بما يتلاءم مع أفكارنا، فنحولها إما إلى أداة قتل أو إلى سلاح عنف أو إلى وسيلة ابتزاز أو حتى إلى تقليعة تسيء للذوق العام!.
متيقن جدا أن هنري فورد مخترع السيارة الحديثة مات وهو مطمئن أن ما اخترعه يصنف ضمن وسائل النقل العامة، ومتأكد أنه لو قدر أن يعيش حتى اليوم لمات بسكتة قلبية مفاجئة عندما يرى أن ما اقترفه لا يعدو كونه وسيلة نقل إلى المقبرة، إما لسرعة مجنونة أو لتفحيط متهور!.
وواثق جدا أن شركة أريكسون حين أسهمت في تطوير تقنية البلوتوث عام 1993، كانت تهدف إلى التخلص من الأسلاك في نقل المعلومات المفيدة، وتسهيل عملية إرسال الملفات!. اليوم وبعد 17 عاما على ذلك الابتكار أشارك صديقي مصطفى الرأي حين يقول: إن أغلب النماذج البلوتوثية العربية نماذج غير مشرفة على الإطلاق!، بل إنها أسوأ توثيق ستكتشف من خلاله الأجيال المقبلة بعض حقائق أجدادها!.
ومتابع جدا للعقوبات الصارمة التي تصدرها الدول هنا وهناك على وسائل إعلامها التي لا تلتزم بسياسات الإعلام المحتشم، وتصل في كثير من الأحيان إلى حجب البث نهائيا، ومتابع أيضا لجهاز الاستقبال خاصتي، الذي يدس لي يوميا قناة جديدة تنضم لمئات من قنواتنا العربية التي تبث برامجها وتلمع بطلات السهرة نجومها من داخل أحد الملاهي الليلية!.