بدأ الصراع بين المتشددين والفنانين التونسيين يزداد حماوة بعد أن فرش مئات الإسلاميين المتشددين السجاد أمام المركز الثقافي بمدينة بمنزل بورقيبة شمال العاصمة تونس وأقاموا صلاة في نفس المكان الذي كان من المفترض أن يقدم فيه الممثل لطفي العبدلي عرضا مسرحيا، ليمنعوا بذلك العرض احتجاجا على مضمون المسرحية.
العبدلي الذي يقدم مسرحية صنع في تونس مئة بالمئة حلال وهي مسرحية ساخرة ينتقد فيها الخلط بين السياسة والدين فوجيء بملاحقة إسلاميين متشددين له في كافة عروضه بهدف منعها. وبالفعل نجحوا في منع عدة عروض قبل أن يستعين بمجموعة من الحراس لحماية عرضه في الحمامات. وعرف العبدلي وهو من أشهر الممثلين في تونس بمواقفه الناقدة لنظام بن علي حتى قبل الثورة، وقال: أنا لا أخشى التهديدات أو الاعتداء، ولكني أخشى بقوة أن تسلب منا حرية التعبير والإبداع -وهي المكسب الحقيقي الذي منحته الثورة للتونسيين- جراء عدم قيام الدولة بواجبها في توفير الحماية للمبدعين.
وأضاف لطفي العبدلي، أن عدم اتخاذ الخطوات اللازمة من قبل الحكومة لمحاسبة السلفيين يعتبر تواطؤا معهم.
وتابع وصلتني تهديدات على صفحتي الخاصة على الفيسبوك، أنا متخوف من السيناريو الجزائري حين أهدرت دماء المثقفين الذي ثاروا على القمع. وامتنعت قوات الأمن التونسية عن تأمين الحماية لعروض العبدلي بعد أن انتقدها بشكل ساخر في مسرحيته، وهو ما رأت وزارة الداخلية أنه أثر على معنويات رجال الأمن.
وفي الأسابيع الأخيرة منع متشدون عدة عروض موسيقية ومسرحية قائلين: إنها تسيء للمقدسات الإسلامية.
واعتدى متشددون أيضا على فنانين كما تمثل الرسامة نادية الجلاصي أمام القضاء بتهمة عرض رسوم من شأنها أن تعكر صفو الأمن العام، وقد تواجه عقوبة تصل إلى السجن خمس سنوات.
وقال وزير الثقافة مهدي مبروك: إنه تم منع 12 عرضا فنيا هذا الموسم لأسباب أمنية وبسبب تهديدات مجموعات سلفية.
وأدانت وزارة الثقافة اعتداءات السلفيين على الفنانين، ودعت السلطات الأمنية إلى حماية المبدعين ومحاسبة المعتدين عليهم.
وطالب اتحاد الكتاب التونسيين في بيان أن يتضمن الدستور الجديد نصا عن حرية المبدع وحمايته من أي تهديد قد يتعرض له.