أثار اقتراح عضو هيئة التدريس في جامعة تبوك الدكتور صلاح طيفور بدراسة الزمن في قصة يوسف عليه السلام في القرآن الكريم، نقاشا طويلا بين حضور الأحدية التي نظمها أدبي تبوك أول من أمس.
وجاء هذا الاقتراح بعد اتخاذ ضيف الأحدية أستاذ الأدب والنقد بجامعة تبوك الدكتور فيصل مالك لرواية موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح كأنموذج لورقته التي حملت عنوان الزمن في الرواية.
وقال طيفور لماذا لا نستنبط المصطلحات والقيم من قصة يوسف؟ فكل العناصر الفنية موجودة فيها، ونحاول أن نطبقها على القصص كمعايير.
ودافع مالك عن أنموذجه قائلا المغزى في سورة يوسف يختلف عن الموجود في القصة الحديثة أو الرواية، فالحدث في سورة يوسف المقصود منه العبرة والعظة، بعكس الأحداث المقدمة في رواية أدبية. وأضاف ليس بالإمكان التعامل مع الشخص وعناصر البناء في سورة يوسف بنفس منهج التحليل الروائي.
وفي مداخلة للدكتور موسى العبيدان قال لو طبقنا مقاييس الزمن في الرواية على قصة يوسف، سنجد فيها الاسترجاع والمستقبل والماضي، ونجد فيها الحذف الزمني والاختصار وكل معطيات المصطلحات التي يمكن تطبيقها على القصة، وكذلك الانتقال بالحدث من الماضي إلى الحاضر والمستقبل.
وعاد مالك ليؤكد أن القصة في القرآن الكريم ليست هي فن الرواية، ففي قصص القرآن الكريم شخصيات حقيقية، وأما في الرواية فهي وهمية، معترفا بإمكانية أن تؤخذ قصة يوسف كنموذج قصصي، وأن هنالك من فعل هذا من أساتذة الأدب الذين كتبوا أكثر من ست دراسات متعلقة بالقصص القرآنية.
وتابع إلا أن هناك نقطة صغيرة ينبغي أن ننتبه لها، فسياق القصة القرآنية فيه كثير من التقرير باعتباره حقائق، لكن العالم المتخيل في الرواية فهو حمال أوجه فالدلالة قد تتسع لكل شيء، فقط الأمر يتوقف على القرائن الموضوعية التي تقيم بها أو تقدم بها الأدلة التي تملكها، ونحن لا نستطيع بأي حال تأويل القصص القرآنية لأنها حقائق.