إحدى ليالي خليجي 21 التقيت صدفةً بالجهازين الإداري والفني للمنتخب الإماراتي، وذلك بعد آخر مباراة خاضها الأبيض في الأدوار التمهيدية.
وعلى الرغم من وجود عدنان الطلياني ومحمد عبيد حماد ومهدي علي في (لوبي) الفندق الأكثر صخباً إعلامياً في ليلة حصد العلامة الكاملة إلا أنهم فضلوا انتقاء زاوية قريبة من الحدث بعيدة عن الأضواء والكاميرات يراقبون عبرها ما يدور أمامهم ويتبادلون الأحاديث والنقاشات حول البطولة.
ولعل الروح المرحة التي يتمتع بها عدنان الطلياني قادتني بمزحة عابرة للمشاركة في الحديث لعدة دقائق حول كرة القدم.
أي فكر يحظى به مسيرو الأبيض الإماراتي وأي نظرة مستقبلية يتمتعون بها.
كانوا مميزين في نقاشاتهم وطريقة حوارهم، يجيدون فن الاستماع قبل الحديث، يستمتعون بالأخذ والرد حتى وإن اختلفت معهم في وجهة النظر.. يحترمون الشخص قبل منصبه، ويقدرون الإعلام ويعرفون كيف يتعاملون معه باحترام حتى وإن رفضوا الإدلاء بأي تصريحات.
عدة دقائق أيقنت من خلالها مدى الجهد الجبار المبذول من أجل مستقبل كرة القدم الإماراتية فلكم أن تتخيلوا أن منتخب الحلم الحالي نواة أولى لأجيال مستقبلية رسموا طريقها من الآن عبر خطط بعيدة المدى.
ولكم أن تتخيلوا كيفية اهتمامهم بلاعبيهم سواء كانوا مع أنديتهم أو مع منتخباتهم ومتابعتهم لأدق تفاصيل حياتهم في البيت والمدرسة أو الجامعة وفي النادي والعمل على إيجاد حلول لأي مشكلة قد تواجههم ناهيك عن كيفية تطوير قدراتهم الفنية وإكسابهم الثقة بالاحتكاك مع الأقوياء وأساليب التهيئة النفسية.
جهود جبارة وعمل متكامل في جميع الاتجاهات يميزه التواضع والاعتراف بالأخطاء في حال وقوعها، فهنيئاً لأبناء الإمارات بمنتخبهم وأجهزتهم الإدارية والفنية التي تعمل بفكر احترافي مميز.