ألا أيها الليل الطويل.. ألا انجلِ....
كنا نقرأ التاريخ في الكتب.. وأصبحنا نشاهد التاريخ يكتب على أرض الواقع يوماً بيوم ولحظة بلحظة..!
لم يعد التاريخ في ماضٍ بعيد تعتريه الزيادة والنقصان، بل أصبح التاريخ جزءا من اليوم وشيئاً من أمس، كلٌ ينظر له من زاوية مشاهدته فيصفق أو يبكي حسب زاوية المشاهدة.
كنا نسمع أن تلك الشخصية تبوأت مكانا قصياً في مزبلة التاريخ بعد وفاتها بعقود.. وكنا نقرأ أن تلك الشخصية دوّن التاريخ سيرتها في المجد وحفظ لها اسماً في العز.. بعد قرون من رحيلها.
منذ عامين والرئيس السوري بشار الأسد يجتهد ليتبوأ أدنى مزابل التاريخ، بقتل شعبه لأنهم فرحوا بالربيع العربي، وتدمير بلاده لأنها أزهرت بمطالب الحرية والعدل.. منذ عامين وبشار يثبت يوماً بعد يوم وخطاباً بعد خطاب أنه لا يسعى إلا للبقاء على كرسي الحكم حتى لو لم يبق سوري واحد على وجه الأرض.
كل يوم يمر يدوّن التاريخ نقطة سوداء في صفحة بشار لتزداد سواداً على سوادها، حتى يصل إلى منزلة تنسي العالم كل السفاحين والطغاة الذين مروا على التاريخ.
وحتى لو بقي السفاح في بارجةٍ وسط البحر فلن يزيده الوقت إلا غوصاً في مزبلة التاريخ.
اليوم لن يُلام سوريٌ يقول:
تبت يدا بشار وتب..
ما أغنى عنه ملكه وما كسب..
أبى إلا أن يتدرج في مراتب مزبلة التاريخ.. ليحل أدناها في حياته وعلى مرأى ومسمع من أهله وأقربائه، وأمام أنظار العالم.. ليقول متفاخراً: أخذتها بجدارة واستحقاق.. أخذتها بدم شعبي..!
وسيحفظ التاريخ:
كان يحبو بين أنقاض (المزابل)..
فارغ العينين، مقطوع الأنامل..
غارقاً وسط دم القتلى.. وأحزان اليتامى والثكالى والأرامل
(بين قوسين)
الليل أذن بالرحيل..
فيا رفاقي.. تصبحون على وطن.