وفاء آل منصور
نجران
دائماً ما توجد في مخيلتنا أفكار تغرد خارج السرب بسلبية مدمرة، وأحياناً قد تكون بطيب نية، لذا يؤسفني ظني وظن غيري من الناس حينما نسمع عن أحدهم أو نشاهده أمامنا فنزخرف حياته ونشكلها في قالب من الجمال والترف، أو التعاسة والألم، فنتحسس في داخلنا ونغبطه على حياته التي تصورناها من غلافها الخارجي أنها جنة أبدية يملؤها الحب والسعادة والتلاحم الأسري، أو أنها جحيم مدمر لا يطاق.. لا نعلم، فقد تكون سعادته مفقودة وصحته مسلوبة، فتتركب صوره في مخليتنا فنجعله أحياناً من أصحاب الفردوس في الدنيا، وأحياناً من أصحاب القلوب الحزينة الذين لا حول لهم ولا قوة.
يبدأ التعاطف من قبلنا أو الحسد والغبطة، كل هذا تحت تمظهرات خارجية فحسب، وليس كل ما يلمع ذهباً، وليس كل من يبكي حزيناً..
نعيش بين الشك واليقين عندما تنتابنا هذه المشاعر، فتتلون أحاسيسنا على حسب ما نشعر به أمام هؤلاء الأشخاص، فتذهب أيامنا سدى، نظن كثيراً ويخيب ظننا أكثر.. قال تعالى: (يا أَيها الذين آمنوا اجتنِبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم).
الاتهام والشك بالآخرين من أبشع أنواع الظن، لأنه يتركنا نتصور في مخيلتنا قصصا وسيناريوهات خرافية عن هؤلاء الأشخاص، لكن الأجمل حينما نظن بأخينا المسلم خيراً، ونأحذ من أموره الأفضل والأحسن.
تقول المقولة في تطوير الذات: لا تبالغ في إحسان الظن بي كي لا أخذلك، ولا تسئ الظن بي كي لا تظلمني، لكن اجعلني بدون ظنون، كي أكون كما أنا.
الظنون مهلكة وجالبة للندم والأسى المتكرر، تتركنا نعض أصابعنا حسرة وندماً عندما نكتشف الحقيقة مثلا، كل هذا بسبب لحظة تتوارد فيها أفكار شيطانية في داخلنا، لذا لا تجعلوا ظنونكم بالآخرين والتفكير بما سيظنونه بكم تعوقنا عن مواصلة حياتنا وتحقيق أهدافنا ورغباتنا المدونة في حافظة يومياتنا.
ولكي تبقى قلوبنا نظيفة وخالية من الأحقاد علينا أن نترك الظن منا كي نحيا، ولا نجعله أكبر همنا كي نعيش.