قناة بداية فكرة ليس عليها غبار، خصوصا وأنها قناة تستهدف جمهورا خاصا، وقد تكون فكرتها فكرة مضادة لبعض القنوات التي تعنى بإبراز المواهب الفنية، وقناة البداية تحاول أن تبرز مواهب في النواحي الدينية والاجتماعية وبصبغة دينية بحتة. وفي رأيي أنها فكرة جيدة، وقد استطاعت أن تستقطب كثيرا من المشاهدين، حتى إن بعض المشاهدين لا يشاهدون إلا هذه القناة لإعجابهم بما تقدمه من مضمون يلامس حياتهم وتوجهاتهم الفكرية، وخصوصا نجم هذه القناة أبو عبدالكريم الذي استطاع بـكارزمته التلقائية يجذب الكثيرين، وهذا شيء جيد ورائع لكن هناك سلبيات، أتحدث عنها، وفي رأيي أنها من أبجديات الإنتاج:
الديكور، يحتاج إعادة النظر، وقد ألتمس العذر لهم فقد تكون ميزانية القناة هي العائق في عمل ديكورات أفضل مما هي عليه الآن، ولكن ـ في تصوري ـ أنه إذا وجدت الذائقة في رسم ديكور يتماشى مع هوية القناة أو البرامج، فإنه مهما كانت الميزانية قليلة، فبالإمكان الخروج بديكور جميل، ولكن يبدو أن هناك اجتهادات فردية ليست لها علاقة بتصميم الديكورات الخاصة بالبرامج أدت إلى تدني مستوى هذه الديكورات.
أما الشكل العام للبرامج، فلا أعتقد بأن المسؤولين عن هذه القناة لا يدركون أهمية الشكل العام، سواء في الإضاءة أو التصوير أو حركة المقدم أو جلسة الضيوف، وفي إحدى الحلقات شاهدت مواهب من الأطفال في الإنشاد، وكانوا يمتلكون مواهب صوتية جيدة، وكنت أمني تقديمهم في شكل أفضل مما قدم، وأن يكون هناك تنظيم فني يتناسب مع حجم الفكرة، حتى لو كان ضيوف الحلقات أطفالا.
القناة لديها جمهور كبير، وهذه الفئة تستحق أن تقدم له وجبة جميلة، فهم حياة القناة وروحها واستمراريتها، فجمهور البرنامج أو القناة هم ترمومتر لوضعها في مصاف القنوات المتخصصة، لأن القاعدة التي تملكها من مشاهديها هم رأس المال الحقيقي.