جدة: سامية العيسى ‏

رغم التحذيرات التي أطلقتها وزارة التجارة للمستوردين بالحد من رفع ‏أسعار السلع الاستهلاكية ومن بينها الأدوات المكتبية، وتوجيه جمعية حماية ‏المستهلك نداءها لمستوردي ‏المستلزمات المدرسية بعدم استغلال حاجة الموطنين إلا أن الموسم ‏شهد ‏ارتفاعا ملحوظا بمكتبات المملكة وصل في بعض الأصناف خاصة المستوردة إلى 25%. ‏
يأتي هذا في الوقت الذي استنفرت فيه البيوت السعودية لشراء مستلزمات أبنائها رغم خروج البعض ‏مرهقا من نفقات شهر رمضان وعيد ‏الفطر.
وفيما اعترفت رئيس اللجنة التجارية بغرفة جدة نشوى طاهر في تصريح إلى ‏الوطن بزيادة المستلزمات المكتبية المستوردة بحدود 25%، بررت ذلك بتأخر فسح السلع المستوردة في الموانئ السعودية.
و‏أوضحت أن اللجنة أعدت دراسة بحثت المعوقات التي ‏تواجه التجار في الاستيراد والتصدير، مبينة أن الدراسة أوصت بتسريع ‏التخليص الجمركي للبضائع وتقليص الأسعار التي يتكبدها التجار، وسرعة ‏فسح الشحنات المستوردة لتلافي زيادة التكاليف وبالتالي زيادة الأسعار على المستهلك.
وقالت طاهر إن الدراسة التي قدمت لوزارات ‏التجارة والعمل والمواصلات والجمارك وإدارة المواني تضمنت ‏عددا من اقتراحات وحلول عملية منها ارتفاع الأسعار للسلع الاستهلاكية وأوصت بسرعة فحص البضائع ‏إلكترونيا أسوة بالدول الكبرى. ‏
في المقابل شدد مصدر بجمعية حماية المستهلك على أن استغلال البعض لموسم ‏دخول ‏المدارس برفع الأسعار لا يعد عملا إنسانيا وطالب التجار بعدم استغلال ‏الفرصة ‏بجمع أرباح كبيرة على حساب حاجة الأسر.
وعلى غرار ما يحدث من رفع أسعار المواد الغذائية مع قدوم شهر ‏الصوم ‏أسرع بعض ملاك المكتبات برفع قيمة بعض المستلزمات الدراسية؛ ‏حيث ‏رصدت الوطن تفاوت أسعار الشنط ‏المدرسية ‏والدفاتر المدرسية والأقلام.
وقال بائعون في محال تجارية في ‏جدة إن ‏التجار يستغلون الفرصة لبدء الموسم الدراسي وتعويض الركود ‏الذي ‏تعانيه تجارتهم طوال موسم الإجازات، ويرى غانم مقبل بائع بمحل ‏بوسط ‏البلد إن تأخر الأسر بشراء أغراض الطلاب يستدعي لجوء ‏أصحاب ‏المحال لتعويض الخسائر التي لحقته. ويقول إن اشتراط بعض ‏الأبناء اقتناء ‏نوعية معينة من الشنط المستوردة ذات الماركات العالمية ‏يجعل البائع ‏يستغل ذلك برفع السعر من 15% إلى 25%، مبينا أن ‏الزبائن يقبلون على ‏شراء المنتجات الأوروبية غالية الثمن اعتقادا منهم بأنها كلما ‏ارتفع سعرها ‏زادت جودتها.
ويبين عابد السلمان بائع بمحال منتجات آسيوية إقبال المشترين ‏على ‏بضائعه ويشير بأن هذا الفرق بينه وبين المستورد الأوروبي يجعل ‏إقبال ‏الأسر على اقتناء المستلزمات المدرسية لمجموعة كبيرة من أبنائهم، ‏وهذا ‏باعتقاده يقلل من دفع رب العائلة فاتورة باهظة.
ويشاركه مدير ‏المحل ‏عوض العوفي بأن الغرض من انخفاض أسعار مستلزمات الطلاب ‏هو ‏مساعدة أولياء الأمور وتيسير الإنفاق.
وطالبت أم بدر بتخفيض قيمة المستلزمات المدرسية من ‏الماركات ‏الشهيرة أو المنخفضة التكاليف، وبينت أن العام يشهد ارتفاعا ‏ملحوظا في ‏أسعار القرطاسيات والمكتبات. وقالت إن لديها خمسة أبناء يدرسون ‏بمراحل ‏تعليمية مختلفة ويرهقها الشراء من أماكن مختلفة، حيث تتباين ‏أذواق كل ‏ابن وتختلف عن غيره.
وطالبت بتخصيص جمعيات خيرية ‏لبيع ‏المستلزمات المدرسية بمبالغ مخفضة، أو إطلاق بازارات تهتم ‏بدعم ‏الأسر الفقيرة.