لا أظن أن السيد ريكارد تعنيه مسأله الحرام والحلال، فهو مدرب محترف يضع سعره بحسب حركة السوق، وأحيانا يستغل اسمه وتاريخه كلاعب فذ ومدرب صاحب تجربة قاد الفريق الكتالوني يوما، لتجاوز القيمة السوقية له، خصوصا إذا كان العميل غريقا يبحث عن قشة.
المعني بالحلال والحرام، القائم على المنتخب السعودي، الذي استنجد بالمدرب الفلتة ووقع معه عقدا بمبلغ كبير جدا، جعله يدخل قائمة أغلى المدربين في العالم، كثالث أغلى مدرب، ثم ماذا؟ خسرنا التأهل لكاس العالم، تراجع مستوى المنتخب وتراجعت الكرة السعودية كليا، وانفطرت قلوب الجماهير.
لم تفصح إدارة المنتخبات عن الرقم الحقيقي لراتب ريكارد، لكن المؤكد أنه رقم فلكي وإلا لما أثيرت حوله كل هذه الضجة، وهناك من يؤكد أنه يتقاضى مبلغ 8 ملايين ريال شهريا، وهذا يعني أن دخله الشهري يعادل مداخيل إدارة المنتخب واللاعبين والفنيين وربما كل موظفي رعاية الشباب.
هناك من يقول إن العلة ليست في ريكارد، إنها في اللاعبين أنفسهم وفي إدارة المنتخب، وإذا ذهبنا مع هذا الرأي، فهذا يعني أننا نعيش حالة استثنائية من الخلل المالي والإداري، فإذا كانت العلة من اللاعبين، فلماذا يبقى ريكارد؟ وإذا كانت من الإدارة، فالإدارة تمارس هدر الأموال بشكل فج.
نعم المنتخب السعودي مشروع متعثر، يتراجع في المراتب العالمية ويبتعد عن البطولات ومنصات التتويج منذ أعوام، بل ويتلقى الهزائم المتتالية من فرق أقل منه إمكانات.. يحدث كل هذا وسط صمت مطبق من المسؤولين عنه.
ويبدو أننا اليوم بحاجة إلى تدخل جهة خارجية للتحقيق والمحاسبة، وبما أن هيئة مكافحة الفساد هي المعنية بالأمر، يستوجب عليها التدخل، أما المنتخب فقد سلمنا أمرنا لله، ولن يصلح راتب ريكارد ما أفسده لاعبو الفلة.