ما نشاهده اليوم في المنامة من خلال العرس الخليجي شيء جميل، وما يصاحبه من التقاء أبناء الخليج والتنافس الشريف الذي يجمعهم يدل دلالة واضحة على روح الأخوة والمحبة بين أبناء الخليج، ولا زال الجميع يتذكر ويردد خليجنا واحد ..وشعبنا واحد المقطع الذي تربينا عليه.
ولكن ما يشوه الشكل الجمالي لهذا التلاحم الخليجي في كل دورة هو الانفلات الإعلامي غير المبرر في معظم الفضائيات والصحف، وهو ما شوه الوجه الحضاري لكل بطولة خليجية، وذلك من خلال النقاش في أمور تافهة ورفع الصوت والهواش والصراخ والتصريحات الساذجة التي تهدف إلى تحويل الأنظار عند الخسارة.
وللأسف كل قناة تقول الزود عندي حتى وصل التنافس غير الشريف إلى إثارة في أمور أكثر سطحية بين برامج الفضائية الواحدة.
خلال اليومين الماضيين لما أشاهد غير صراخ ملأ الفضاء ومحاولات الانتقاص من الآخرين وهو ما قد يعقد الأمور في المستقبل.
في الماضي كانت الفضائيات محدودة وكان الحديث والانتقاد حول ما يجري في المباراة ولا يمكن التطرق للأشخاص أو الدخول في الذمم، ولكن في الفترة الأخيرة صار كل واحد يحاول التربص بزملائه في الأستديو وباللاعبين وبالمنتخبات وبدول الخليج، بل وصل الأمر بالبعض إلى المطالبة بإلغاء بطولة الخليج، التي أعتقد أنها من أنجح البطولات الإقليمية لعدة عوامل، يأتي في مقدمتها الترابط والأخوة.
المشكلة أن من يثيرون هذه الضجة الإعلامية المبتذلة لا يعلمون أنهم يغرسون في نفوس النشء الحقد والكراهية والتعصب الرياضي بين أبناء الخليج، وهو ما قد يولد شرارة الكراهية بين المجتمعات الخليجية والتباعد والفرقة بينهم.
أتمنى من القائمين على الفضائيات تغذية عقولنا وعقول أطفالنا بالمفيد والابتعاد عن التجريح والإساءات المبتذلة التي تسيء لنا كأمة خليجية وأن نعود إلى ترديد خليجنا واحد وشعبنا واحد.