بدأت البطولة الخليجية خارج الملعب قبل بدايتها داخله كالعادة، بدأت بتصريحاتها ومناوشاتها واستديوهاتها التحليلية التي يقول المحللون فيها كلاما قبل المباراة، ويقولون عكسه بعد المباراة، ومع ذلك يسرفون في استخدام جملة: كما أسلفنا!.
قبل أن تأتينا هذه الاستديوهات والتغطيات كنا نشاهد كرة قدم ممتعة ثم ننام!، والآن صرنا نرى مباريات غير ممتعة ثم لا ننام.
كان كل شيء ينحصر فوق عشب الملعب، وفي اليوم التالي نقرأ التصريحات في الصفحات الرياضية المنحازة دائما إلى طرف دون آخر، وكل منا يشتري الصحيفة التي تمثل فريقه، ويقرأ وجهة النظر التي تنتصر لفريقه ظالما أو مظلوما.. وبهذا كان الجميع سعداء.
اليوم أصبحت المباراة تستهلك وقتا أطول بكثير، وانحصرت المتعة في أطراف المباريات قبل وبعد.
بدأت أول مناوشات هذه الدورة مع غضب الكابتن ياسر القحطاني، حين قال الكابتن فهد الهريفي: إن مدرب المنتخب ريكارد كان يلبس نظارة سوداء حين استدعى القحطاني ـ وأعتقد أن الجميع بعد مباراة العراق يرى أنه كان يلبس هذه النظارة حين استدعى معظم اللاعبين وحين درّبهم ـ ورد القحطاني المنفعل على الهريفي بأن ثقافته ضحلة.. وأبلغه أن الناس تضحك عليه!، وعاد الهريفي مرة ثانية بكلام لا يليق به ولا بتاريخه.
بعض لاعبينا ـ للأسف ـ لا يجيد التعاطي مع وسائل الإعلام التي تنتعش بمهاترات مثل هذه، وتحقق نسب المشاهدة بأن تجعل النجوم فرجة، دون إدراك أن الإعلام سيكون سعيدا حين يُخرج منك أسوأ ما فيك. سوف يسألونك لا لتجيب، بل لتغضب ثم تجيب، لذلك فإن من أول الدروس التي يتعلمها النجوم والسياسيون لا تصرح للإعلام وأنت منفعل.