هناك نوعية في النشاط غير ذلك الذي اعتاد عليه التنظيم، وهو وجود العنصر النسائي بشكل لافت خلال الفترة الماضية لاسيما في منطقة محافظة ليس من ثقافتها الدينية الزج بالمرأة
شهدت الأشهر الثلاثة الماضية نشاطا غير تقليدي لتنظيم القاعدة في العالم إذا سلمنا بهذه التسمية بحكم الانتماء الفكري وليس التنظيم الدقيق والمباشر!
فهناك نوعية في النشاط غير تلك التي اعتاد عليها التنظيم خلال الفترة الماضية فوجود العنصر النسائي بشكل لافت خلال الفترة الماضية لاسيما في منطقة محافظة ليس من ثقافتها الدينية الزج بالمرأة في المجالات الإعلامية وهي منطقة الخليج العربي واليمن أو ما يسمى بـالجزيرة العربية حسب المصطلح المتداول لدى التنظيم _ في إشارة إلى عدم الاعتراف بكل الكيانات السياسية في المنطقة_ هذا النشاط الذي بدأ في خطاب من قبل وفاء الشهري أصدره تنظيم القاعدة في اليمن عبر مقال نشرته مجلته الشهرية (صدى الملاحم) كتبت فيه زوجة رئيس التنظيم بعناون (أحقاً أسرت!) وتحدثت فيه عن أسر أم الرباب هيلة القصير وهي المرة الأولى التي يعلن فيها اسم المعتقلة السعودية ضمن 113 عنصر تم القبض عليهم وبذلك يكون التنظيم اختار التشهير بالاسم واستغلال المرأة وأسرتها المعروفة في الترويج لأكبر حملة إعلامية للتنظيم منذ أشهر والتي كان التنظيم يركن إلى الموت الإعلامي في الفترة الأخيرة إلا أن وجود العنصر النسائي وكشف القاعدة له قبل السلطات السعودية أعطى زخما كبيرا له!
ثم عاد التنظيم ليصدر بيانا هدد فيه وتوعد مستغلا اسم هيلة القصير في أول البيان إلى آخره، وهو بذلك يؤكد أن التنظيم سعى إلى الانتشار الإعلامي من خلال استغلال المرأة في البيان بشكل كبير! كما تم الإعلان قبل عدة أيام عن الكشف عن فصيل عراقي جديد تابع للتنظيم باسم (النساء المؤمنات) هدفه جمع المعلومات الاستخبارتية ونقل التعليمات بين أفراد التنظيم يتكون من أرامل وزوجات عناصر التنظيم وبذلك يمكن أن أقول إن القاعدة عادت بشكل مغاير هذه المرة في المجتمعات المحافظة من خلال المرأة!؟
أما على المستوى الأفغاني فقد كان هناك نقلة كبيرة من خلال تعيين رئيس جديد للتنظيم في أفغانستان وباكستان يدعى شيخ فتح المصري، خلفا للشخصية الثالثة في التنظيم مصطفى أبي اليزيد الذي قتل بهجوم صاروخي أطلقته طائرات أمريكية على مخبئه في وزيرستان الشمالية مؤخرا.
ويعد المصري أحد المحاربين في القاعدة الذي عادة ما يتنقل بين منطقة القبائل الباكستانية وأفغانستان، ويعتقد أنه وراء تخطيط الهجوم على مساجد الطائفة الأحمدية مايو/أيار الماضي، مما أسفر عن مقتل 95 منهم وإصابة 100 آخرين.
ويركز المصري أيضا على الهجوم على مساجد وحسينيات الشيعة في لاهور وبقية مدن البنجاب. ويعتقد أن المصري يقف أيضا وراء التخطيط للهجوم على ضريح الصوفي داتا دربار في مدينة لاهور في الأول من يوليو/ تموز الجاري.
وتنظر الأجهزة الأمنية الباكستانية بقلق لهذا التطور لأن تنظيم القاعدة أخذ يركز مؤخرا بصورة خاصة على باكستان.
الجديد في الموضوع أن أبو اليزيد كان قائدا سياسيا وعسكريا أما الشيخ فتح المصري فإنه يجمع بين البعد الشرعي الذي يضفيه على العمليات وبدا هذا واضحا في استهداف الشيعة والصوفية والأحمدية في العمليات الأخيرة التي يرى فيها أن هؤلاء كفار من خلال خلفيته الشرعية المتطرفه بالإضافة إلى القوة العسكرية التي يتحلى بها ولاسيما أنه من القدامى الذين يمكن أن يعيدوا للقاعدة حضورها الكبير في منطقة القبائل التي تحتاج إلى قائد يجمع بين العلم الشرعي وفنون القتال العسكرية.
هذه التنوعات صاحبتها عودة أخرى من جانب الإعلام الإلكتروني والخطاب العالمي والتي سأتحدث عنها لاحقاً.