التراجع عن الخطأ فضيلة.. والفضيلة الأكبر هي الاعتراف بالخطأ..
تراجع وزارة التربية والتعليم عن قرار تقليص إجازة المعلمين لا يعني ضعفاً من الوزارة، بل يؤكد أن لدى المعلمين وعيا بحقوقهم وأنظمة عملهم، ويكشف أن المعلمين في الميدان التربوي أكثر إلماماً بالقرارات وحيثياتها من مسؤولي الوزارة، ويتمتعون بذاكرة جيدة لكل ما يهمهم، ويدل على أن المعلمين يستطيعون قراءة القرارات بأكثر شمولية كما حدث في قرار تقليص الإجازة الذي جاء على لسان نائب الوزير الدكتور خالد السبتي فأحرج الوزارة فتراجع على لسان المتحدث الإعلامي للوزارة محمد الدخيني.
مع هذه الحادثة وغيرها الكثير وأهمها قضية رفع معلمين قضية ضد وزارتهم للحصول على مستحقاتهم المالية والوظيفية، سيدرك مسؤولو الوزارة أن منسوبيها رقم صعب ليس في الميدان التربوي فقط، بل حتى في قرارات الوزارة، وسيعون أنه لا بد أن يكون للمعلمين رأي في قرارات وخطط الوزارة المستقبلية، وإلا فلن تمر قرارات الوزارة بسهولة، كما يظن مسؤولوها.
كلي رجاء ألا يقول أحد مسؤولي الوزارة إن للمعلمين رأيا في قراراتها عن طريق المجالس التعليمية، لأنها أصبحت صورية بسبب إدارات التربية والتعليم.
ولو كان لكل مسؤول في وزارة التربية مستشار شاب ينتقى من الميدان التربوي، لكانت الوزارة أقرب ما يكون إلى واقع المدارس وحاجاتها وما تحمل من سلبيات وإيجابيات منسوبيها.
الميدان التربوي متماسك ومترابط ومتعاون مع بعضه بعضا باستثناء العاملين في الوزارة والإدارات التعليمية، وبإمكان مسؤولي الوزارة اكتشاف ذلك بدخول منتدياتهم التعليمية التي أصبحت ميداناً تدريبياً وتثقيفياً أكثر تأثيراً من مراكز التدريب التابعة للوزارة.
(بين قوسين)
انتقدت هنا الأسبوع الماضي، تكريم الطالبات الموهوبات والمبدعات بمسابقة الأولمبياد بجوائز عبارة عن سخانة الخبز، وضربت مثالاً بتعليم الشمالية، وصمت إدارة التربية والتعليم، فتلقيت اتصالاً من مساعدة مديرة التربية والتعليم بالحدود الشمالية الأميرة جواهر بنت عبدالله بن مساعد آل سعود، لتكشف لي أن التكريم جاء بمجهود شخصي من مديرة إدارة نشاط الطالبات ومديرة الموهوبات اللتين تكفلتا بكامل التكاليف المالية للحفل والجوائز دون علم أحد.
كما أكدت لي الأميرة جواهر أن مخصصات مسابقة الأولمبياد للطالبات العام الماضي تبلغ 76 ألف ريال لم تصرف حتى اليوم.