بندر عبدالله آل مفرح

لا يختلف اثنان على أن الأمن هو وقود التنمية، وهو الأساس لأي مجتمع، وهو الركيزة لديمومة الأمم وحضارتها، ومما لا شك فيه بأن الدولة السعودية الحديثة، لم تكن لتتحقق بها قلاع الدفاع والأمن السعودي لولا أن الله جل شأنه أراد ذلك، ولولا أن الله اختار للأسرة الحاكمة الحكم بالشريعة الإسلامية الوسطية، فأقامت شرع الله وقامت بخدمة الحرمين الشريفين، وشيدت عشرات الآلاف من الجوامع والمساجد والمصليات والمراكز الإسلامية والكراسي البحثية، وأفادت من منجزات الحضارات الأخرى بما يتواءم مع قيمها ومبادئها، وقدمت العون لجميع المسلمين، ووضعت كل طاقاتها لخدمة الحجيج والمعتمرين وسهرت على راحتهم، وهذا بحد ذاته مفخرة للقيادة والحكومة والشعب السعودي والحمد لله على ذلك.
وهنا يجب أن نتحدث عن أهمية المحافظة على الأمن، وأن نقف صفاً واحداً ضد كل من يحاول العبث بأمن المملكة، ولا شك أن لدينا مغررا بهم.. إلا أننا على قناعة ويقين تامين بأن قلعتي الدفاع والأمن السعودي في وزارتي الدفاع والداخلية، وأن قائدي ربانيهما الأميرين سلمان وأحمد أبناء المؤسس عبدالعزيز - وهما المخضرمان في الشأن الإداري والأمني على المستوى العالمي - قادران وبامتياز على التصدي لكل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد والعباد، والحفاظ على الوحدة الوطنية، التي هي مفخرة لنا بين كل الشعوب.
ولا نشك قيد أنملة في عزيمة رجال الدفاع والأمن والحرس الوطني والهيئات والشؤون الإسلامية والمحاضن التعليمية وكافة الأجهزة الحكومية بأنهم على قلب رجل واحد، يعملون من أجل الأمن ومن أجل الوطن ومن أجل المواطن، ومن أجل المعتمر والحاج، ومن أجل المحافظة على ما حققته المملكة من مكتسبات، والجميع عيون ساهرة لحفظ هذه النعمة وهذا الإرث العظيم.
وما نلاحظ بين وقت وآخر من مشاكسات يقوم بها بعض السُذج ما هو إلا جهل من هؤلاء بأهمية المواطنة وإغفال البيعة التي في رقابهم، ولم يعلم هؤلاء بأن هذه البلاد وكل شبر منها خط أحمر، تقطع اليد التي تعبث بها، لأن السعودية قامت على كلمة التوحيد وشرع الخالق، وهي قلب العالم الإسلامي، وسيقيها الله شر الأشرار وكيد الفجار وأعداء الدين. ونؤكد هنا بأن المملكة هي رئة الاقتصاد العالمي وهي الدولة الوحيدة التي تحكم بشرع الله على بصيرة، وهي التي يلتف شعبها حول قيادته في ظرف دقائق معدودة، لأن الجميع في أعناقهم بيعة شرعية وولاء مطلق، كيف لا ونحن نتفيأ ظلال الأمن الوارفة، والخير الوفير والسكينة والروحانية. وأقول لمرتزقة الإثارة ومن يطبل لهم ويدعمهم دعوا المملكة وشأنها فإن شعبها وفي، وطيب، ومسالم لمن احترمه، ولكنه في الوقت نفسه عسير على من يحاول النيل من أمنه ومقدساته وإنسانه ومكانته ومكتسباته، بل إنه كالصاعقة يرعد لمن يتنكر بزي الشيطان.. قوي البأس يحمل كلمة التوحيد في يد ويجسد البيعة الشرعية في يد أخرى، في صورة هي من أنصع صور الوحدة الوطنية، حباً في الخالق عز شأنه وذوداً عن المملكة التي لم تعرف يوماً إلا الحب والسلام ونشر ثقافة الحوار والاعتدال. تتجلى المبادىء الإنسانية النابعة من القيم الأصيلة في هذا الشعب وقيادته في الوقت الذي يقوم فيه بشار بقتل الشيوخ والأطفال واغتصاب النساء والتمثيل بجثث الشباب وسرقة ممتلكات الشعب وحرق المنازل وتدمير ما تقع عليه العين هو وشبيحته؛ بينما شعب المملكة يلهج بالدعاء بأن يفرج الله هم الشعب السوري المظلوم، وأن يحقن الدماء ويحفظ الأرواح، بل وكل بيت في المملكة يشارك في الحملة الوطنية للوقوف مع الأشقاء السوريين بالمال والكساء والغذاء.. فحسبنا الله ونعم الوكيل وعاشت المملكة آمنة مطمئنة تحت راية التوحيد وبقيادة الملك الصالح وإخوانه الكرام، والشعب السعودي الوفي سيقف صامداً بأعلى درجات الوطنية والولاء لحفظ أمنه دون مساومة، فنعم الرجال أبناء الرجال ملوكنا وأمراؤنا، الذين تعاملوا مع واجباتهم الدينية والوطنية بروح المسؤولية وبصفاء العقيدة وبنفس المسؤولية.
ختاماً فإنني أثق تمام الثقة بأن الدفاع والأمن والحرس والاستخبارات قد شغلها من يجيد فن القيادة والحكمة والرأي السديد، مع الخبرة السابقة لكل هذه القيادات التي ترفع الرأس ويطمئن لها القلب، ودام عز الوطن وعز المملكة في ظل أبي متعب قائد الأمة وبانيها وساعده سلمان وزير الدفاع وحاميها.. وكلنا للأمن.. صفاً واحداً.