90% من قاطني دور الرعاية في المملكة لا أقارب لهم
لم يكن زملاء المبتعث السعودي يحيى السبعان يتوقعون جوابه عن رأيه بدور المسنين وأهميته، حينما قال وبثقة تامة نحن نعتني بوالدينا، ولا ندخلهم دورا للعجزة، في دلالة واضحة على رعاية السعوديين للوالدين والاهتمام بهم، فالدين الإسلامي الحنيف أولى بر الوالدين منزلة كبيرة.
يدرس المبتعث يحيى في جامعة مينيسوتا الأميركية، التي تضم فصولا لتعليم اللغة الإنجليزية لطلابها الدوليين المستجدين، في بيئة تضم فسيفساء من جنسيات وأديان وعادات مختلفة. ويجمع بينهم حب ممارسة اللغة الإنجليزية ليتمكنوا من إكمال دراستهم في الجامعات الأميركية التي تتطلب لدخولها إتقان اللغة عبر دورات معينة يتأهلون بعد إكمالها بنجاح لنهل المعرفة من منابعها.
وضمن نشاطات فصول اللغة الإنجليزية، قصد يحيى وزملاؤه في رحلة جامعية مجدولة مسبقا دارا لرعاية المسنين والاهتمام بهم، بقصد التعرف على كيفية التعامل باللغة الإنجليزية مع الناطقين بها والتحدث بها بطلاقة. وخلال زيارة دار كينوود للمسنين في مينيبوليس، تبادل الطلاب أطراف الحديث مع المسنين، وبدأ يحيى بتعريف مسنة بنفسه، ذاكرا أنه سعودي في الـ 22 من عمره، لتقاطعه المسنة مازحة والابتسامة تعلو ثغرها، وتمازحه بأن عمرها الآن 97، وتتابع أن سنوات عدة مرت عليها بحلوها ومرها. وأضاف يحيى أنه قدم من السعودية للولايات المتحدة بغرض الدراسة.
وأوضح خلال الزيارة أن السعوديين لا يدخلون ذويهم إلى دور المسنين، قائلا: نحن نعتني بآبائنا وأمهاتنا ولا ندخلهم دور المسنين. فالمسلمون يحترمون أسرهم ويقدرون العلاقة الأسرية المتينة في عائلات تحتفي بالوالدين وتقضي كثيرا من وقتها في برهم.
كلام السبعان لم يكن محض خيال، إذ تؤكد إحصائيات وزارة الشؤون الاجتماعية في 2007 وجود عشر دور للمسنين في مدن المملكة الرئيسة يقطنها 711 مسنا وهم يشكلون نسبة تقل عن 0.01% من إجمالي عدد المسنين البالغ 600 ألف، ومن بين قاطني دور المسنين هناك نسبة 90% ممن لا أقارب لهم للاعتناء بهم، وهذه الأعداد القليلة جدا بالمقارنة مع دول العالم، على الرغم من تقديم الخدمات مجانا لهم، تشير إلى مجتمع صحي يحترم تعاليم الدين الإسلامي الذي وصى ببر الوالدين.
في حين أن أعداد المسنين في الولايات المتحدة حسب التقرير الصادر عن قسم الصحة والخدمات الإنسانية الصادر في 2011، يشير إلى أن نسبة المسنين ممن يزيد عمرهم عن الخامسة والستين بلغ عددهم 40.4 مليون مسن، وهو ما يشكل نسبة واحد إلى ثمانية من تعداد السكان الإجمالي. ويترك ما نسبته 29% (11.3) مليونا من المسنين للعيش وحيدين، وتنقسم هذه النسبة بواقع 3.2 ملايين ذكر، 8.1 ملايين أنثى.
بينما يرضى قسم آخر يقدر بـ485000 مسن بالعيش مع أحفادهم، مع ضرورة تحملهم كثيرا من الأعباء المنزلية المادية لأحفادهم. وبالنسبة لتعداد النزلاء بدور المسنين فيبلغ عددهم (1.5 مليون) شخص، وهي بذلك تشكل ما نسبته 4.1% من أعداد المسنين. ومعظم الدور تقدم خدماتها مقابل أجر متوسط، ولو أن الخدمات تقدم بالمجان لوجدت جزءا كبيرا من المشردين في هذه الدور.