الطائف: فواز الغامدي

لا يجد بعض الشباب حرجا في أن يعمد لتغيير ملابسه على الأرصفة وعند أبواب محلات غسيل الملابس حيث بات ذلك ظاهرة غريبة لفتت انتباه كثير، إذ أصبح من المألوف أن تجد شاباً يقف أمام محلات الغسيل والكيّ، خصوصاً في فترة الصباح بملابسه الداخلية (سروال وفانيلة) في انتظار عامل المغسلة من الانتهاء من كيّ ثوبه أو شماغه ليرتديه، أو شابا آخر يغير ملابسه بجوار سيارته ويتوجه من بعد ذلك إلى عمله أو جامعته.
ويقول سامي الطرفي تربوي إن ظاهرة تغيير الملابس في الشارع أخذت في الانتشار في الآونة الأخيرة وكأن الأمر عادي عند بعض فنجد ذلك الشاب يتجول بالسروال والفنيلة الداخلية في الشارع وكأنه أصبح زيا للخروج بالنسبة له، و نجد أيضا بعضا عند مغسلة الملابس يشلح الثوب المستخدم ويعطيه لصاحب المغسلة ويلبس الثوب الذي تم غسله في المغسلة نفسها في اليوم السابق، ويحدث هذا في الطريق وأمام المارة في مظهر غير حضاري.
وذكر المواطن راشد البادي أن وقوف الشباب بهذا الشكل في الشارع هو عدم مبالاة بالمظهر وقلة ذوق، كما أنّ في ذلك قمة التناقض، فهو يبحث عن الأناقة ولا يتردد في الوقوف في الشارع بسروال وفانيلة.
وأشار محمد عالم عامل هندي في مغسلة ملابس أنّ غالبية الزبائن الذين يفعلون التصرفات غير اللائقة هم من فئة الشباب، وأنه يتلقى منهم كثيرا من ردود الفعل السيئة إذا حاول أن يوجّه لهم النصح أو منعهم. وذكر أن هذا المشهد يعكس صورة سيئة عن المكان بشكل عام، خاصة أن المحل تجاوره مشاغل نسائية، والغريب أنك إذا حاولت منع الشاب من ذلك الفعل يغضب بشدة و يمتنع عن دفع أجرة الكيّ.
وفي اتصال هاتفي باستشاري الطب النفسي في مستشفى الحرس الوطني الدكتور رجب بن عبدالحكيم بريسالي، قال: إن ظاهرة ارتداء الملابس أمام المارة في الشوارع قد أضحت مشكلة اجتماعية لم ترق حتى الآن لكي تصبح ظاهرة لكنها في تنام وازدياد للأسف. وأشار إلى أن هناك بلا شك عوامل اجتماعية ونفسية وكذلك دينية تداخلت مع بعضها بعضا وأفرزت لنا سلوكا مشينا يخدش الحياء ويدعو إلى الاشمئزاز من فاعليه، فهناك دراسات علمية أوضحت أن أولئك الأشخاص قد يكونون واقعين تحت ضغوط نفسية أثناء قيامهم بتبديل ملابسهم على قارعة الطريق لتأخرهم عن العمل أو ما شابه، وهذا إن دل فإنما يدل على افتقار هؤلاء الأشخاص للتخطيط المسبق حفاظا على الوقت فهم إذن أشخاص غير ناجحين في حياتهم المهنية وكذلك الأسرية إذ يغلب عليهم الإهمال وعدم المبالاة. وأوضح أنه من الناحية الاجتماعية فقد أكدت الدراسات الحديثة أن من يفعل ذلك هو في الغالب ينحدر من أسر مفككة وغير مترابطة تنعدم فيها ثقافة احترام المشاعر فيما بين أفرادها وبالتالي تكون تلك الثقافة مغيبة مع الآخرين. وأشار إلى أن العامل التعليمي والمكانة الاجتماعية والاقتصادية للفرد تلعب دورا رئيسا في ظهور المشكلة وهي تتناسب عكسيا معها، أما عن الجانب الديني فلا يختلف اثنان على ضرورة ستر العورة للرجل والمرأة اتباعا لسنة المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.