حمد جويبر- جدة
لرمضان مع القرآن الكريم قصة معهودة لا يمكن تجاهلها، فتجد البيوت والمساجد والمرافق الأخرى عامرة به يتلونه أصحابه آناء الليل وأطراف النهار، يملأون أفواههم بذكره العطر وتجويده الذي يبعد اللسان عن اللحن.
فمن يقرأ القرآن باستمرار تجده في طلاقة وفصاحة مستمرة، كيف لا وكلام الله عز وجل هو خير معين يجد به الإنسان فرحة صادقة واستئناسا لا يجد له مثيلا في أمهات الكتب.
ويزداد حلاوة وإثراء للذات إذا وجدت عقليات تدّبر تعيه جيدا وتعرف أسرار مواطن الترغيب والترهيب والحث الدالة على ذلك.
وشهر رمضان من خيرة الفرص التي تساعد الفرد منّا على تدبر الآيات ومعرفة مغزاها لصفاء الذهن مما يعكره، وذلك يرجع لآثار الصوم النافعة التي لا يعرف أبعادها سوى أولئك المتدبرين الذين يبادرون لمعرفة الأحكام التي أوردتها آياته والتعامل معها بكل عقلانية.
فلم يبق إلا القليل ويذهب رمضان فلا تجعلوا التدبر يغادر من ذواتنا، أقبلوا على القراءة واصطحبوا معكم إياه في كل قراءة تبحرون بها مع مدد الذكر الحكيم.
فذواتنا لن تقوم لها قائمة سوى بذلك التدبّر الحاذق الذي يجيده أهل القرآن، ففي كل سورة منه نستشعر مدى خشوعنا وخضوعنا لربّ البريّات وأن هذا الكون الفسيح صنع يديه.
نتلذذ بنعيم الجنة والطرائق الموفقة لها ونخشى النار ولهيبها ونبتعد عن المبغضات التي تهلكنا فيها.
فالله الله في التدبر، فلا تأخذنا الدنيا بأهوائها وشهواتها ومنكراتها وتبعدنا عن فضائله ومنجياته الكثر.