القريات: منى العبدلي

أم تشجع طفلتها على استخدام الزينة وأخرى تصطحبها إلى الصالونات

حالة من التوتر تنتاب الثلاثينية صفية الحامد عندما ترى ابنتها التي لم تتجاوز سن العاشرة، وهي تحاول أن تغير في ملامح شكلها، وكأنها كبيرة في السن، ولتحقيق ذلك تسرف في استخدام أدوات الزينة الخاصة بوالدتها، ويدفع ذلك الأم التي لا تحتمل ذلك الوضع إلى أن تثور في وجه طفلتها، وتطالبها بعدم تكرار ذلك.
وأرجعت صفية السبب بقولها: صغيرتي تحاول أن تقفز على ملامح الطفولة باستعمال أدوات الزينة، وتقليد الكبيرات، وهذا في رأيي خطأ، ومن جانبي لم أستطع ردعها عما هي عليه، كونها البنت الوحيدة بين خمسة أشقاء لها. وأضافت: أصبحت طفلتي تركز على شكلها كثيرا، ودائما ما تعبث بالمساحيق، وتختار اللبس غير المناسب لعمرها، وبعد اعتراضي المتكرر على ذلك، لم أجد في النهاية سوى الموافقة على ما تختار، مع علمي بأن ذلك خطأ كبير.
من جانب آخر فوجئت أم مروان أن ابنتها التي لم تتجاوز الرابعة عشرة من العمر تقوم بالتقليد الأعمى لبعض الممثلات والمذيعات، خاصة في استعمال أدوات الزينة والأصباغ والتسريحات غير المناسبة لعمرها. تقول هذه المساحيق تجعلها تبدو أكبر سنا، حتى حركاتها الطفولية والبريئة التي لطالما أمتعتنا بها باتت تختفي تماما من شخصيتها الجديدة، الأمر الذي أصبح يقلقني كثيرا، لقد فوجئت في إحدى المرات عندما طلبت مني مرافقتها لأحد صالونات التجميل، حتى يكون مظهرها وشكلها أكثر جمالا. وأضافت أم مروان: عندما كنت في مثل سنها لم أكن أجرؤ على طلب تلك الأمور من والدتي، وكنت أخجل إلى أن بلغت سن الثامنة عشرة. وحتى عندما وصلت هذه السن لم أكن أن أضع مساحيق الزينة أمام والدي، ولكن الآن اختلف الأمر . وألقت أم مروان اللوم على بعض المنتديات الإلكترونية التي أسرفت في الترويج لتلك الأمور، خاصة عندما نرى فتيات لم يتجاوزن سن الثالثة عشرة يشاركن في الإعلانات عن مساحيق التجميل، ويضعن بعضها على وجوههن، كذلك في محلات التجميل عندما نجد بعضا من المساحيق التي خصصت للأطفال والفتيات الصغيرات في السن.
وفي اتجاه مغاير ترى فوزة المشعان أنه يحق للفتيات اللاتي يتجاوزن الثانية عشرة الاهتمام بمظهرهن، واستعمال أدوات الزينة التي تتناسب مع فئتهن العمرية، حيث تقول: أشجع ابنتي التي لم تتجاوز الثانية عشرة على استخدام بعض أدوات الزينة التي تناسب سنها، ولاسيما الكحل بأنواعه، وملمع الشفاه، والأزياء البناتية الزاهية. وعللت ذلك بقولها: طفلتي أصبحت فتاة، ولابد لها من أن تتعلم كيف تهتم بمظهرها، ولابد أن تظهر بمظهر جميل، وبشرة براقة، وأنا أفخر بها وهي التي تبدو الأكثر جمالا عند اجتماع العائلة، ولا تهمني الانتقادات التي أسمعها من خالاتها وعماتها.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد عند أم ماجدة حيث قالت: أحرص دائما أن ترافقني ابنتي إلى صالون التجميل لتصفيف شعرها، وعمل جلسات الزيت المناسبة لها.
وتؤكد أخصائية علم الاجتماع، مطيعة الغامدي، أن لكل فئة عمرية ما يناسبها من السلوكيات، وتلك الأخيرة لابد أن تستقيم مع العمر المناسب، وقالت: يبارك بعض الأسر التصرفات غير المناسبة للأبناء، وتشجع بعض الأمهات بناتهن على الإسراف والمبالغة في استخدام أدوات الزينة واللبس غير المناسب لأعمارهن، وذلك ما نلحظه في المناسبات والأعراس، مشيرة إلى أن تلك المبالغات مخالفة لطبيعة الفتاة، وتجعلها أكبر من عمرها بكثير.
من جانبها حددت أخصائية التجميل، موضي المطير، بعض الممارسات الخاطئة التي تضر بالفتيات، وذكرت منها على سبيل المثال أن بعض الأمهات في كثير من الأحيان يحضرن إلى صالونات التجميل، ويصطحبن معه صغيرات السن اللاتي قد يعمدن إلى محاكاة ما تفعله الأم أثناء حضورها للصالون. وعن بعض المواقف الخاطئة قالت: أذكر أن فتاة حضرت مع والدتها وهي لم تتجاوز سن الثالثة عشرة، وطلبت من والدتها تهذيب حواجبها، وعمل صبغة كاملة للشعر هاي لايت، ورفضت ذلك، لأنه سوف يتسبب لها بالضرر، كونه لا يناسب سنها، وتناقشت مع ذلك مطولا مع والدتها التي أصرت على تلبية رغبة الطفلة، وبدوري رفضت ذلك، وأصررت على الرفض، إلى أن خرجت الأم من المشغل وهي غاضبة، حتى إنها لم تدفع ثمن الخدمات التي قدمت لها.