لا يكاد يمر يوم دون أن نجد على 'يوتيوب' مقاطع تلفزيونية جديدة عن احتفالات مدرسية، أو عن مدارس معينة
لا يكاد يمر يوم دون أن نجد على يوتيوب مقاطع تلفزيونية جديدة عن احتفالات مدرسية، أو عن مدارس معينة، وجل هذه المقاطع من إنتاج الطلاب أنفسهم، وهي تتفاوت بين الإبداع إلى حد الإبهار، وبين أن تكون مقطع فيديو وحسب.
هذه المقاطع تعني أن في مدارسنا الكثيرين من الشغوفين بالعمل الإعلامي، والقادرين عليه، لكنهم يحتاجون إلى شيء من الرعاية والاهتمام، وهو ما أزعم أنه أهم من الاهتمام بغيره لسبب يسير؛ وهو أنه من الممكن أن يكون الاتصال الطلابي، أو الإعلام المدرسي ـ في حال استثماره ـ بديلا عن كثير من المناشط اللامنهجية، أو اللاصفية؛ ذلك أنه يتوزع على مهارات متعددة، بعضها لغوي، والآخر تقني، فضلا عن أنه متداخل مع الفكر من غير جهة، ومعزز للقيم بأكثر من طريق، إذ يمكن أن يكون الإعلام بكل تفرعاته، غارسا لقيم العدالة والتجرد والأمانة والحياد والموضوعية، ولسنا أحوج إلى شيء من القيم قدر حاجتنا إلى هذه المعاني المتسامية، والقيم النبيلة، التي تجعل من الإنسان سويا في تعاملاته مع الآخرين، وفي أحكامه عليهم.
الاتصال التربوي، يقوم على الابتكار، واجتراح الأعمال، وتوزيعها على الطلاب بحسب القدرات والمواهب والميول، ومن أمثلة ذلك: تكليف أحد الطلاب بإدارة معرف خاص بمدرسته على تويتر، والآخر بإدارة معرفها على فيسبوك، وثالث بتحرير أخبار المدرسة والتواصل مع وسائل الإعلام، ورابع بإنتاج فيلم عن مدرسته، وخامس بتوثيق مناشطها فوتوجرافيا، وسادس بتصميم ورفع منتدى خاص بالمدرسة على الإنترنت، وآخرين بإدارة هذا المنتدى، وهكذا تُبتكر المهام، وتتطور القدرات، ويكون الشعور بالمسؤوليات، وأهمية العمل، وحتمية السعي إلى تطويره وجعله متجاوزا لنظائره في مدارس أخرى، مما يحفز على التنافس، ويستثير كوامن الإبداع، ويُشغل بما يجعل من الشاب في المستقبل مهنيا قادرا على الكسب والنفع في آن.