د. سعد المشاوي

في الماضي القريب كان الكلام عن الوطن حديث المسامر المتناغم بحب مع عشق التسمية والانتماء في جو فرائحي مشحون بأردية كثيرة من الروعة والشوق والوله والالتصاق والتغني والفخر المحب والإبداع اللفظي والموسيقى المتبادلة، بنغم حالم مع روح الوطن، ولم يكن هناك بؤر مرضية أو جراثيم فكرية تكدر هذا الصفو أبدا ولم يكن هناك حتى مجال فكري يسمح بالتشكيك أو التنازل عن كل هذا التمازج الساحر بين المواطن والوطن، وإنما تذوب كل الأشياء في قدسية الانتماء لهذا الوطن الكبير العظيم، وما طرأ ويطرأ هذه الأوقات وان كان بندرة الزئبق الأحمر والحمد لله إلا أننا ننبهر جدا ونصعق فكرا وتحسرا على بعض التصرفات الموحشة لبعض من يساهم سلبا في الخدش في هذه اللحمة بوعي أو بغير ذلك، والأمثلة هنا سأورد بعضها ومنها الإيحاء بالتشكيك في إخلاص من يحب هذا الوطن، وهذا لعمري من أغرب الأشياء! ولا يصح في الأذهان شيء/ إذا احتاج النهار إلى دليل/ وهي أشبه بمن يشكك في من يدعو لبر الوالدين ويفتخر بحب والديه، ومنها وللأسف الترويج ولو من باب التنكر لكل ضال أو معتوه يتلثم بالأسماء المستعارة ويناطح بقلمه المسموم صمود هذا الجبل العظيم، ويتفنن في بث التهم والفبركات وقد يكون هذا المتلثم مأجورا للحاقدين أو لأي جهة تفرح بعثرات وطننا لا فرحهم الله، ومنها بوعي أو بغيره التقهقر إلى الماضي الزمني وإذكاء النعرات الجاهلية أو منغصات الأمن أو غير ذلك، ونحن ولله الحمد ننعم بكل معطيات السعادة والخير وتنكرها أو التنصل منها مدعاة لضدها والعياذ بالله وحده. اللهم احفظ أمننا وقادتنا وأمدنا بخير منك دائم. أتمنى أن يجمعنا،شعبا وحكاما، الحب ويكسونا الوفاء.