كنت ضمن المجموعة المختارة، ممن وجهت لهم الدعوة لحضور اللقاء الحواري مع معالي وزير العمل المهندس عادل فقيه، والذي تحول بقدرة قادر من لقاء الفرصة لمواجهة المسؤول إلى مضرب مثل من قبل بعض المنتقدين في تويتر وغيره، للكيفية التي يمكن بها أن يشترى صوت المغرد بعشاء فاخر.
المحزن في الأمر، أن البعض قام بترويج أكذوبة، أن اللقاء كان مع نجوم تويتر، والكل ممن حضر يعلم أن الحضور وإن كان بينهم البعض ممن لديهم جماهير عريضة، إلا أن الأغلبية وأنا منهم هم من المغردين، الذين لا يحظون بالنجومية المتخيلة، والتي ربما تؤرق عقول بعض من انتقدوا اللقاء.
كان هناك نقد منطقي من البعض، وكانت هناك اتهامات غير منطقية من البعض الآخر. من تلك غير المنطقية قال البعض: إن اللقاء كان بهدف شراء المواقف، وأخرى تكلمت أنه من أجل أن تستحي التغريدة يجدر بالوزير أن يطعم الفم، وهناك من استغرب سبب عدم تنظيم الوزير لذلك اللقاء مع ذوي الشأن من أصحاب الأعمال الصغيرة والمتضررة.
ما يخيفني في الأمر ليس النقد المنطقي، الذي هو مسعى الأغلبية من المغردين، بل تلك الروح النقدية التي تسيء دون أن تعلم، وهو أمر قد يفقد الموقع مع الوقت جدية التعاطي مع ما يثار فيه، والذي أصبح واضحا تزايد المحاججة فيه وفق نوازعهم النفسية وليس عبر طرح عقلاني متزن، فلو أن اللقاء رتب مثلا مع رجال الأعمال المتضررين لقال البعض إن أصحاب المصالح يجتمعون والمواطن المسكين يدفع الثمن، ولو وجهت الدعوة لرجال الإعلام الجماهيري لقالوا إن صحافتنا لها حدود، وإن جميعهم متفقون على تلميع القرار، والمواطن المسكين يدفع الثمن، في حين أنه عندما حضر أولئك المواطنون المساكين للقاء، قال البعض عنهم: إنه تم دعوتهم لشراء تغريداتهم، ولينشغلوا بعشاء فاخر، في وقت تاه أمر ذلك المواطن المسكين ما بين اتهام وإساءة.
الوزير في حديثه الذي استمر 3 ساعات، لم يقنعني كلامه بأكثر من 40?، والزملاء المشاركون كانوا نقادا من أكبرهم سنا حتى أصغرهم، لم يلبس أحد البشت، ولم تقدم ديباجات المديح عند المداخلات، والحديث تركز على مناقشة الأرقام، ولغة المصارحة غير الدبلوماسية كانت أحيانا عنوانا واضحا.
أخيرا أقول، إن من يعتقد أن السيطرة على أفكار الغير أمر سهل، قد يكون مرده أنه هو ذاته لم يتحرر بعد من سيطرة غيره.