الكويت: يوسف الحربي

أكدت غياب المؤلفين المبدعين رغم ثراء التراث بالقصص والحكايات

وصفت مديرة إدارة المسرح في الكويت كاملة العياد التجربة السعودية بأنها ثرية ونابعة من أعماق شباب متحمسين للعطاء المسرحي وينطلقون من أفكار كثيرة ومتنوعة، مشيدة بالعطاءات التي شاهدتها في عدة مهرجانات.
وأكدت أن جهود الشباب طورت التجربة السعودية أكثر فأكثر، انطلاقا من نصوص مسرحية متميزة وإخراج مواكب له، إضافة إلى وجود كوكبة من الممثلين الموهوبين.
وأشارت العياد في حديث خاص إلى الوطن إلى أن الأداء المسرحي في الخليج متفاوت، حيث يعلو حينا، ويتأرجح أحيانا أخرى، وذلك بحسب العاملين في هذا الحقل المسرحي، مؤكدة أنه بالإمكان أن يتطور هذا الأداء المسرحي أكثر فأكثر كلما أعددنا ورشا فنية لفن الكتابة وفن التمثيل وفن الإخراج بشكل مستمر طوال العام لتصقل مهارات العاملين في هذا الحقل ليتطور العطاء ويتطور الأداء أكثر فأكثر.
وعن تجربتها في مهرجانات مسرح الطفل والإعداد لها، أوضحت أن الطفل الخليجي في تطور سريع نتيجة للقفزات الثقافية السريعة والمعلومات التي يكتسبها من خلال الأجهزة الحديثة، لذا يترتب على العاملين في صقل ثقافة الطفل والمعدين للمهرجانات وخاصة في مجلس التعاون أن يواكبوا كمية المعلومات التي يحصل عليها الطفل، وهذا يتطلب إعداد برامج ونشاطات تتناسب وما عند الطفل من قدرات وإمكانيات، مع الحرص على تطوير قدراته وصقل مواهبه وإثراء تجاربه، وللأسف فإن ما يقدم للطفل حاليا أقل من الطموح، آملة أن ترى التميز المطلوب في دول مجلس التعاون.
وعن أزمة النص الخليجي للطفل والكبار تؤكد العياد أن هناك أزمة حيث أصبحت النصوص إما مأخوذة من نصوص عالمية مترجمة أو معدة عن قصص أخرى، قائلة نحن نفتقد المؤلف الخليجي المبدع ونتمنى أن تزيد أعداد المؤلفين الخليجين سواء في مسرح الكبار أو الصغار.
وتضيف العياد أن المسرح الكويتي تميز عند ظهوره بالحرص على الرسالة الاجتماعية مع الطرافة ثم تغير إلى توجهات عديدة وفق التطورات المختلفة (اجتماعية واقتصادية)؛ ففي بداية المسرح في الكويت كانت الرسالة الاجتماعية التي لا تخل من طرفة فرضتها التحولات الاجتماعية والنقلة الاقتصادية وما رافق ذلك من مفارقات وأحداث تستحق المتابعة والرصد، وصار المسرح انعكاسا للحياة الاجتماعية وأحداثها في الثمانينات وما بعدها، حيث ظهرت مسرحيات مثل الشرطية الحسناء، وانتخبوا أم علي، وسوق المناخ، وباي باي لندن، ثم تحول إلى مواكبة المسرح العالمي بما فيه من أحداث وأفكار جديدة.
وأوضحت العياد أن التراث العربي زاخر بالقصص والحكايات المتنوعة والكثيرة سواء كان في مجال الأطفال أو الكبار، ومن الأهمية بمكان أن ينهل الكتاب المسرحيون من هذا التراث مع بعض التعديلات والتغيرات بما يثرى الأعمال المسرحية بالفكر الجديد من خلال القصص والحكايات المتنوعة، فالتراث منهل كبير وعميق وثري، ولو اتجه له الكتاب لوجدوا ثروة عظيمة، منوهة بوجود مواهب مسرحية تظهر من خلال المهرجانات والمشاركات ولكن هذه المواهب تحتاج إلى الدعم والمساعدة لتثمر عطاء وأعمالا مسرحية كثيرة وراقية.
يذكر أن العياد تشغل مديرة إدارة المسرح منذ عام 2003، وشاركت في الكثير من اللجان الحكومية المختصة في المسرح والطفل واللجان الاجتماعية، إضافة إلى إدارتها للكثير من المهرجانات الثقافية والمسرحية، وسبق أن كرمت من قبل المسرح العربي في القاهرة وضمن ملتقى نساء عربيات مبدعات في تونس.