أكثر وزارة تستخدم عبارة دون أن تتحمل الوزارة أي التزامات مالية هي وزارة التربية والتعليم..!
وقلت مرةً ربما تتصرف بهذا التقتير على منسوبيها ومشاريعها؛ لأنها تسعى لإنهاء المباني المستأجرة ولا تريد ما يعيقها عن ذلك مادياً، فمضت السنوات ولم تنته المباني المستأجرة.. وسمعت مرة من يتهم التربية بـالبخل رغم ضخامة ميزانيتها سنوياً، مستدلاً بأنها حتى الآن لم تمنح بعض معلميها ومعلماتها مستحقاتهم المالية ودرجاتهم المستحقة وتطالبهم ببذل المزيد من الجهد.. وسمعت مرةً أن إيراد تلك العبارة البخيلة يأتي من إدارات التربية والتعليم لتفاخر أمام الوزارة بتوفير شيء من الميزانية..!
وشخصياً أنا مقتنع بأن هذه العبارة وهذا البخل يعود إلى إدارات التربية والتعليم بالمناطق، بدليل أن الوزارة لا تعرف البخل ولا التقتير، ويكفي أمثلةً على ذلك مشروع تطوير المناهج، وتغيير شعار الوزارة بنحو 400 ألف ريال رغم أن الصحف تمتلئ بإعلانات لمسابقات تصميم شعارات لا تتجاوز جائزتها الأولى 10 آلاف ريال فقط، إضافةً إلى أن الوزارة تدرك أن تبعات تغيير الشعار ستكلف ميزانيتها نحو 41 مليون ريال، ولا أعتقد أن الوزارة بمستوى من السطحية بحيث لا تفكر بتكاليف التبعات..!
ولو تحدثت الآلة الحاسبة لقالت إنه حسب ما تدفعه الوزارة لمشاريعها من مبالغ ضخمة فإن الـ41 مليون ريال ستكفي لإلغاء 10 مبان مستأجرة وستمنح 4 آلاف طالب بيئة دراسية مناسبة.
.. ربما الـ 41 مليون ريال لا تعني شيئا حسابياً في ميزانية وزارة التربية والتعليم التي تتعامل بتسعة أصفار في مشاريعها التطويرية والتي لم ير منها شيء على أرض الواقع باستثناء الكتب المدرسية التي زادت فيها الصورة أكثر من المادة العلمية..!
لكن بالتأكيد 41 مليون ريال تستطيع أن تهيئ بيئة تعليمية لأكثر من 4 آلاف طالب وطالبة لنفاخر بهم الأمم بنتائج تعليمية وتفوق علمي.. أو على أسوأ احتمال بإمكانها أن تمنح جميع الطلاب حقهم في استخدام دورات مياه صالحة للاستخدام الآدمي بدل الموجودة في مدارسهم.
(بين قوسين)
أحد الخبثاء يقول لا صحة للخبر القائل بأن الوزارة ستتحمل 41 مليون ريال كتبعات لتغيير الشعار؛ لأن إدارة التعليم ستكلف المدارس بتغيير اللوحات المدرسية على حسابها أو من قطية منسوبيها أو من دخل المقصف المدرسي..!