ما تزال الذاكرة تحتفظ بذكريات جميلة، ومشاهد خالدة من أعمال فنية مميزة لفنانين سعوديين رحلوا عن دنيانا بعدما تركوها نقشا لا ينمحى من ذاكرة المشاهد، ولعل رمضان الذي أحتضن أعمال أولئك الراحلين لسنوات عديدة كفيل بأن يذكر المشاهدين بهم وبأعمالهم التي كانت تتصدر الوقت الذهبي في القناة السعودية.
بكر الشدي ومحمد العلي رحمهما الله من الفنانين السعوديين الذين ارتبط بهما المشاهد في رمضان لسنوات عديدة، وبأعمالهم الفنية المميزة التي كانت تتصدر قائمة الأعمال الفنية في رمضان، ولعلنا نتذكر مسلسل العولمة الذي ما زال حاضراً في ذاكرتنا بجميع تفاصيله، والفنان بكر الشدي رحمه الله الذي كان يؤدي دور شخصية أبو ناصر القروي الذي اضطر وأسرته للعيش مع شقيقه المتحضر، وكيف أصيب بصدمة حضارية، واستطاع أن يتأقلم مع الوضع بعد ذلك، وما زلنا نتذكر مسلسل خلك معي الذي كان يتصدر بطولته الفنان الراحل محمد العلي وتوقف بوفاته رحمه الله.
لاشك أن الوسط الفني والإعلامي وكذلك التلفزيون السعودي لم يكونوا أوفياء مع الراحلين، فلم نرَ يوما أن هناك أحد من المنتجين والممثلين الذين كانوا يلعبون أدوار ثانوية في حضرة الراحلين تذكرهم أو فكر في تكريمهم، وحتى التلفزيون السعودي الذي يزخر أرشيفه بأعمال مميزة للراحلين لم يفكر القائمون عليه في إعادة عرض بعض الأعمال الفنية للراحلين في رمضان وفاء لهما ولفنهما الجميل، على الرغم من أن تلك الأعمال تفوق في جودتها وجذبها للجمهور ما يعرض من أعمال فنية اليوم ولا يمكن مقارنتها بأعمال أولئك العمالقة الذين رحلوا.
ومن هنا أتساءل ولعلي أجد إجابة، لماذا لا تخصص القناة الأولى السعودية جزء من خريطة برامجها في رمضان حتى لو خارج الوقت الذهبي لإعادة حلقات من أعمال الفنانين الراحلين التي قدمت لهم وعرضت مرة واحدة، وماذا لو أعاد بعض المنتجين تقديم أعمال الفنان محمد العلي وبكر الشدي اللذين ما يزالا في ذاكرة المشاهد.
الوفاء سمة وخاصة لمن هم كانوا أوفياء مع مجتمعهم ووطنهم ولم يخرجوا بأعمالهم الفنية إلى قنوات أخرى كما يفعل الباحثون عن المادة اليوم الذين هجروا التلفزيون السعودي وهو بيتهم الأول، فلعل القادم يكون أجمل، ولعلنا نتذكر أولئك الأوفياء ونكون أوفياء لهم ونكرمهم بإعادة جزء من أعمالهم الفنية التي نحتفظ بها في ذاكرتنا قبل أرشيف القناة الأولى بتلفزيون المملكة.